شركة فايزر تؤخّر التسليم... وتربك حملات التطعيم
البحرين وكندا والدول الأوروبية بين المتأثرين... ونقص في مخزون الجرعات بالولايات المتحدة
بعد الآمال الكبيرة التي كانت ولا تزال منعقدة على «اللقاحات المخلّصة» التي تنتجها شركات عالمية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، أربكت شركة فايزر الأميركية دول العالم، وخصوصاً الأوروبية، بإعلانها أنها ستؤخر شحنات اللقاح بسبب أشغال تجرى بمصنعها الرئيسي في بلجيكا.
تعرّض طرح لقاح ضد فيروس كورونا المستجد عالميًا لضربة كبيرة، بعدما أعلنت شركة فايزر الأميركية أنها ستؤخر شحنات اللقاح في الأسابيع الثلاثة إلى الأربعة المقبلة، بسبب أشغال تجري في مصنعها الرئيسي في بلجيكا.وقالت "فايزر" إن التعديلات بمصنع "بورز" في بلجيكا ضرورية من أجل زيادة طاقتها الإنتاجية بدءًا من منتصف فبراير للقاح الذي طورته مع "بيونتيك" الألمانية.ووعدت المجموعة الأميركية بأنه ستكون هناك "زيادة كبيرة" بعمليات التسليم في أواخر فبراير ومارس.
ولم يتم الإبلاغ عن إجمالي التخفيضات في التسليم، ولكن السويد توقعت "انخفاضاً بنحو 25 بالمئة"، فيما تحدثت فرنسا عن "انخفاض حاد" سيضطرها إلى "تعديل" وتيرة التطعيم لديها.وتوقّعت النرويج تراجع الجرعات بنسبة 18 بالمئة. وقالت الدنمارك إنها ستحصن أعدادًا أقل مما كان مخططا له.وفي قبرص، أعلنت وزارة الصحة أنّها ستتلقى 3510 جرعات من اللقاح غدا بدلا من 6825 جرعة كانت تتوقعها.وحتى وإن قالت "فايزر" إنها ستعوّض التأخير، إلا أن دول الاتحاد الأوروبي أعربت عن إحباطها فيما تنتظر بفارغ الصبر تسلّم مزيد من الجرعات لتحصين سكانها ضد الفيروس الذي أودى بحياة ما يزيد على مليوني شخص في جميع أنحاء العالم.وأعربت ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، عن أسفها للتأخير الذي أبلغت به في "اللحظة الأخيرة وعلى نحو غير متوقع".وحضّت برلين المفوضية الأوروبية، التي اشترت اللقاح نيابة عن التكتل، على الحصول على مواعيد "واضحة وأكيدة" بالنسبة للشحنات المقبلة.وحذرت 6 دول من شمال الاتحاد الأوروبي في رسالة إلى المفوضية من أن الوضع "غير المقبول يقلل من مصداقية حملة التلقيح".كما طلبت الرسالة التي وقّعها وزراء من الدنمارك وإستونيا وفنلندا ولاتفيا وليتوانيا والسويد من المفوضية "المطالبة بشرح عام للوضع" من شركات الأدوية.وكانت "فايزر" قد أكدت أن الجرعات التي كان ينتظرها الاتحاد الأوروبي في الفصل الأول ستسلم كما هو مقرر. وبعد الإعلان عن التأخير المرتقب بالإنتاج، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، في مؤتمر صحافي في لشبونة، "لقد اتصلت على الفور بالمدير العام لفايزر وأكد لي أن كل الجرعات المضمونة خلال الربع الأول (لدول الاتحاد الأوروبي) سيجري بالفعل تسليمها خلال الربع الأول".وأمس أعلنت "فايزر" ومختبر "بايونتيك" الألماني، "خطة" من شأنها أن تسمح بالحدّ من مدة تأخير تسليم اللقاحات إلى أسبوع فقط، في وقت تخشى أوروبا تباطؤ تسليم الجرعات مدة "ثلاثة أو أربعة أسابيع".وقالت الشركتان، في بيان مشترك، إن "فايرز وبايونتيك طوّرتا خطة ستسمح برفع قدرات التصنيع في أوروبا وتزويد عدد أكبر من الجرعات في الفصل الثاني" من العام.وأضافتا: "سنعود إلى الجدول الزمني الأساسي لعمليات التسليم في الاتحاد الأوروبي اعتباراً من أسبوع 25 يناير، مع زيادة عمليات التسليم بدءاً من أسبوع 15 فبراير".وأشارت المجموعتان إلى أنه "من أجل القيام بذلك، باتت بعض التعديلات على عملية الإنتاج ضرورية".
كندا
وعبر المحيط الأطلسي، قالت كندا إنها تأثرت بالتأخيرات، ووصفتها بأنها "مؤسفة".وقالت وزيرة المشتريات الكندية أنيتا أناند: "مع ذلك، من المتوقع حدوث مثل هذه التأخيرات والمشكلات عندما تكون سلاسل التوريد العالمية تحت ضغوط أبعد من احتمالها".البحرين
وأعلنت الحكومة البحرينية تأجيل موعد تسليم شحنة مقررة من لقاح "فايزر".وأكدت وزارة الصحة، في بيان، أمس الأول، أن شحنة اللقاح، التي كان من المقرر أن تتسلمها البلاد في يناير الجاري، لن تصل في الموعد المحدد مسبقا، وستتم إعادة جدولتها.وشددت الوزارة على أن هذا التأخير لن يؤثر على المواطنين والمقيمين الذين سيتلقون الجرعة الثانية من "فايزر" في الفترة المقبلة، وفقاً للمواعيد المقررة، نظرا لتوافر الكمية المطلوبة لهم.ولن تتأثر الولايات المتحدة بهذا التأخير لأنها تتسلم جرعاتها من مصنع "فايزر" في ميشيغان.ورغم ذلك، قال وزير الصحة الأميركي أليكس عازار، إن الولايات المتحدة ليس لديها مخزون احتياطي من لقاحات "فايزر".وعبّر عن أمله في أن تلبي عمليات الإنتاج الجارية احتياجات بلاده للقاحات.وكان الوزير الأميركي قد أعلن، أمس الأول، أن الولايات المتحدة قد تبدأ غداً بإعطاء أول دفعة من الأميركيين لقاح "فايزر".وكان اللقاح الذي أعدته "فايزر ـــ بيونتيك" بسرعة قياسية أول لقاح تمت الموافقة عليه للاستخدام العام في دولة غربية في 2 ديسمبر، عندما أعطته بريطانيا الضوء الأخضر.وبعد أن أطلقت بريطانيا حملة التحصين، تبعها الاتحاد الأوروبي ابتداء من 27 ديسمبر.ومن المرجح أن يؤدي تأخير تسليم الشحنات إلى تأجيج الغضب إزاء حملة التطعيم في الكتلة التي تعرّضت بالفعل لانتقادات لكونها بطيئة للغاية مقارنة بالولايات المتحدة أو بريطانيا العضو السابق في الاتحاد الأوروبي.كما اتُهمت المفوضية الأوروبية بعدم تأمين جرعات كافية في وقت مبكر بما فيه الكفاية.الى ذلك، اتّهم وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو، الصين مجدداً بالتستر على الأصل الحقيقي لـ "كوفيد 19"، وذلك بعد يوم من وصول فريق من منظمة الصحة العالمية إلى ووهان التي اكتُشف فيها الوباء للمرة الأولى، للتحقيق في الموضوع.وقال بومبيو أمس الأول، "لدى حكومة الولايات المتحدة أسبابا للاعتقاد بأن العديد من الباحثين داخل معهد ووهان لعلم الفيروسات أصيبوا بمرض في خريف عام 2019، قبل رصد أول إصابة بالوباء، مع أعراضٍ متوافقة مع أعراض كلّ من كورونا وأمراض موسمية شائعة أخرى".واعتبر بومبيو أن هذه المعلومات تتناقض مع الادعاءات بأنّ أيًا من موظّفي المعهد لم يُصب بـ "كورونا" أو بفيروس مشابه.ودعت وزارة الخارجية الأميركية إلى إجراء تحقيق شفاف لكشف مصدر الفيروس. وقالت في بيان، أمس الأول، إن "التحقيق الشفاف والشامل الذي منعه الحزب الشيوعي الصيني، على مدار عام، واستخدم التضليل بدلا عنه، مهم، لفهم أصل هذا الوباء ومنع وباء تال".في غضون ذلك، أصبح عامل النظافة مانيش كومار أول شخص في الهند يتلقى لقاح "كورونا" أمس، مع إطلاق رئيس الوزراء ناريندرا مودي واحدة من أكبر حملات التطعيم في العالم من أجل احتواء الجائحة.وتحدث مودي وهو يغالب دموعه إلى العاملين بالقطاع الصحي في مكالمة عبر الفيديو، وقال: "فرّق المرض بين الناس وعائلاتهم، وأبعد الأمهات عن أطفالهن. بل إن من قضوا نحبهم بسبب المرض لم يتمكنوا من الحصول حتى على نظرة وداع أخيرة من عائلاتهم".وتهدف الهند في اليوم الأول من حملة التطعيم، التي تقول الحكومة إنها الأضخم على مستوى العالم، لمنح اللقاح لنحو 300 ألف و600 شخص.