«أرمين التركي»... خليفة ميركل المؤمن بنهجها
بعد معركة ماراثونية تواصلت على مدى الأشهر العشرة الماضية، انتُخِب، أمس، الكاثوليكي المعتدل أرمين لاشيت، المؤيد لاستمرار نهج المستشارة المحافظة أنجيلا ميركل، رئيساً لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)، أكبر أحزاب ألمانيا، متقدماً على مرشحَين آخرَين هما الليبرالي فريدريش ميرتس، المؤيد لانعطاف نحو اليمين، والمعتدل نوربرت روتغن، في اقتراع أساسي قبل 8 أشهر من رحيل المستشارة.وبـ 521 صوتاً من أصل 1001 مندوب تمت دعوتهم للإدلاء بأصواتهم، فاز لاشيت البالغ من العمر 59 عاماً -وهو صحافي سابق ومؤمن بأوروبا بعمق ومدافع شرس عن سياسة استقبال اللاجئين ودمجهم، التي اتبعتها ميركل- على ميرتس، الذي حصل على 466 صوتاً في الجولة الثانية من الانتخابات الداخلية، والذي يعتبر العدو اللدود للمستشارة منذ عزلته من رئاسة الكتلة المحافظة في البوندستاغ في 2002.وتعليقاً على فوزه، قال لاشيت، الذي بات في موقع جيد لقيادة المعسكر المحافظ، في الانتخابات العامة في سبتمبر، رغم أنه لا يملك ضمانات تامة بعد: «أريد أن ننجح معاً، وأن نضمن أن يصل الاتحاد الديمقراطي المسيحي إلى المستشارية في سبتمبر»، مشيداً بألمانيا، التي كانت عند وصولها إلى الحكم في 2005، بمنزلة «مريض أوروبا».
وكان لاشيت، الذي يرأس منطقة رينانيا شمال فسيتفاليا الأكبر في البلاد من حيث عدد السكان، تلقى دعماً غير مباشر من ميركل، التي ألمحت مساء أمس الأول، في افتتاح مؤتمر الحزب، إلى أنها تفضل اتباع مسار «وسطي» وترفض الاستقطاب. وهذه الانتخابات حاسمة لمستقبل ألمانيا، مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقررة أواخر سبتمبر ونهاية عهد ميركل التي تحكم منذ 2005.ويعتبر لاشيت، الأب لثلاثة أطفال، من القلائل الذين قدموا لميركل الدعم الكامل، بعد قرارها استقبال مئات الآلاف من المهاجرين من سورية أو أفغانستان في 2015، وتعد قناعاته حول هذه القضية الحساسة غير جديدة؛ فسياسة الاستيعاب الليبرالية التي اتبعها عندما كان وزيراً بمنطقته في 2005 أكسبته لقب «أرمين التركي» داخل «الاتحاد الديمقراطي»، وهو يقدم نفسه على أنه «أوروبي متحمس».وفي هذا الإطار، يقول إنه معجب بشارلمان «أبو أوروبا» الذي كان مركز مملكته يقع في إيكس لا شابيل، أو آخن مسقط لاشيت. وهو يضع على مكتبه تمثالاً نصفياً ذهبياً للرجل.وتؤكد سيرة له نشرت مؤخراً أن عائلة لاشيت لا تستبعد أن تكون من أحفاد الإمبراطور الشهير، مما أكسبه تعليقات ساخرة في وسائل الإعلام.