مع تصاعد الشكوك حول الطابع العفوي لاقتحام الكونغرس في 6 يناير وإمكانية حصول تواطؤ في ظل بروز أفعال مشبوهة على غرار التنظيم الملحوظ وإعطاء التوجيهات عبر مكبّر الصوت إضافة إلى زيارات مشبوهة سجّلت عشية الحدث، شكك مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) في وقوف حكومات أجنبية وراء التخطيط وتنفيذ الهجوم الدامي وغير المسبوق على مركز الديمقراطية في الولايات المتحدة.وأفادت شبكة NBC بأن «FBI» يحقق فيما إذا كانت حكومات أجنبية أو منظمات أو أفراد أجانب قدموا دعماً مالياً لمن ساعدوا في تخطيط وتنفيذ الهجوم على مبنى الكونغرس في السادس من الشهر الجاري، مجدداً تحذيره لوكالات الشرطة من احتجاجات مسلحة محتملة في جميع عواصم الولايات، بدءاً من من الغد حتى موعد تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الأربعاء.
وفي رسالة إلى أجهزة الاستخبارات المركزية وFBI وأجهزة أمنية أخرى، دعت 4 لجان في مجلس النواب إلى تقديم كل الوثائق والإحاطات الضرورية لكشف أي محاولات خارجية محتملة لاستغلال الأحداث، وما إذا كان قد تم تبادل المعلومات بين أجهزة الأمن أو نشر التضليل المعلوماتي، مطالبين بوثائق لتحديد جوانب الإخفاق وعلامات التحذير وطرق مكافحة التطرف.كما تحقق اللجان فيما إذا كانت أجهزة الاستخبارات والشرطة كانت على علم بالتهديدات وما إذا كانت المعلومات قد تم تمريرها إلى الأطراف المعنية أو تم حجبها.وبعد مرور أكثر من أسبوع على اقتحام الكابيتول، استطاع خبراء تحديد أعضاء أكثر من 12 جماعة متطرفة شاركت في أعمال الشغب، مستدلين عليهم من ملابسهم ولافتاتهم وأعلامهم وعلامات أخرى.وأوضح موقع «صوت أميركا» أن الهجوم اجتذب مئات المتطرفين من عدة جماعات يمينية متشددة مثل أتباع نظرية مؤامرة «كيو-آنون»، و«براود بويز» أو أولاد فخورون، وغيرهم من المؤمنين بتفوق العرق الأبيض.وشاركت أيضاً جماعة «النادي الاشتراكي القومي»، وهي مجموعة كراهية تأسست أخيراً وتشتهر بتعطيل احتجاجات «حياة السود مهمة»، في أعمال الشغب.وهناك مجموعة أخرى هي «نو وايت غلت»، وهي جماعة قومية بيضاء ألقى مؤسسها باللوم على مسألة «مناهضة البيض» المزعومة لانتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة.أما بقية الجماعات المتطرفة فقد «شاركت بطريقة أو بأخرى في التجمع»، بحسب الخبراء، الذين أكدوا أن العدد الدقيق للمشاركين في أعمال الشغب وانتماءاتهم غير معروف.وقالت ليسيا بروكس، رئيسة فريق العمل في مركز «الحاجة القانوني الجنوب» إنه «كان هناك عدد من المجموعات التي يتتبعها مركزنا عادةً ويراقبها كجزء من عملنا في معالجة الكراهية والتطرف»، مبينة أنهم استطاعو تمييز أكثر من 12 جماعة متطرفة لم تصنف بعد على أنها جماعات إرهابية محلية.وجرى تمييز «براود بويز» من خلال قبعات برتقالية يرتدونها، بينما كان أعضاء «ثري يبرسنت» يحملون علماً يعود إلى حقبة الاستقلال.وبينما حدد المدعون حتى الآن نحو 300 مشتبه فيهم متهمين بالتورط في أعمال الشغب، ومن بينهم نيك أوش، مؤسس «براود بويز»، أكد محققو وزارة العدل أنهم لم يجدوا حتى الآن أي دليل على أن أنصار الرئيس دونالد ترامب خططوا لاحتجاز مسؤولين منتخبين وقتلهم.وفي جلسة استماع في محكمة أريزونا بشأن اعتقال «ذي القرنين» جاكوب تشانسلي، تراجع المدعون الفدراليون عن اتهامات سابقة بأن أنصار ترامب لديهم خطة القتل هذه للمطالبة بمواصلة توقيفه.وسحب المدعون التهم الجمعة بعد أن قالت وزارة العدل إنه رغم الدعوات أثناء الهجوم للقبض على بعض المسؤولين المنتخبين وقتل نائب الرئيس مايك بنس، لم يتم العثور على دليل على وجود خطة من هذا النوع.وقال المدعي العام لمنطقة واشنطن مايكل شيروين الذي يشرف على التحقيق في الهجوم على مبنى الكونغرس الجمعة «لا يوجد دليل مباشر في هذه المرحلة على وجود فرق للأسر والاغتيال».وفي الوقت الذي ينقسم الخبراء القانونيون حول إمكانية تحمل ترامب مسؤولية جنائية عن دوره في أحداث 6 يناير، فإن إفادات مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول وجهت اتهامات لخطاباته، وربط آخرون خلال إفادتهم لمكتب التحقيقات الفدرالي أو المؤسسات الإخبارية الحادثة بـ «أوامر مباشرة من الرئيس».ووفق صحيفة «واشطن بوست»، فإن بعض المشاركين في تظاهرات الكابيتول، قالوا إنهم جاءوا بعد دعوات ترامب من خلال رسالته التي تؤكد سرقة الانتخابات، وجهوده للضغط على الكونغرس لإلغاء النتيجة.وأخبر رجل من كنتاكي مكتب التحقيقات أنه وابن عمه بدآ مسيرة نحو الكابيتول، لأن «ترامب قال: افعلوا ذلك».وفي مقطع فيديو لمجموعة أخرى من المشاغبين ظهر رجل يصرخ في وجه شرطي «لقد تمت دعوتنا إلى هنا من قبل رئيس الولايات المتحدة».كما قال رجل إطفاء متقاعد من ولاية بنسلفانيا اتُهم بإلقاء مطفأة حريق على ضباط، إنه «تلقى تعليمات» للذهاب إلى مبنى الكابيتول من قبل الرئيس الأميركي، وفقاً لوثائق المحكمة.
آخر الأخبار
«FBI» يحقق في دعم حكومات أجنبية لاقتحام «الكابيتول»
17-01-2021