أقامت منصة الفن المعاصر (كاب)، عبر صفحتها في "إنستغرام"، محاضرة أونلاين بعنوان "دروب الثلج.. رحلة في الأدب الروسي"، تحدث خلالها الروائي والمترجم يوسف نبيل، وأدارها الروائي عبدالوهاب سليمان.في البداية، تحدث نبيل عن بداياته في الأدب الروسي، وقال إنه تعرّف إليه في المرحلة الثانوية، وبالمصادفة البحتة تعرّف إلى الأعمال الأدبية الروسية من خلال المكتبة العامة، حيث قرأ على سبيل المثال "المساكين" لفيودور دوستويفسكي، وكتاب قديم عن سيرة حياة تولستوي، ومن ثم اختار كلية الألسن وتخصص باللغة الروسية، وأحب أن يصبح مترجما لهذه اللغة.
أسئلة وجودية
وأشار إلى أن الذي جذبه لهذا الأدب هو تناوله للأسئلة الدينية والوجودية بقوة أكثر من الآداب الأخرى، لافتا إلى أن كثيرا من أعمال دوستويفسكي تتناول هذا الجانب، وموضحا أن هناك تشابها كبيرا ما بين الشرق العربي والروس في فكرة الاهتمام الكبير بالدين، وأيضا تناول الأدب الروسي فكرة الطبقة الكادحة والفقيرة. وأكد في حديثه أن الأدب الروسي لم يحقق نجاحا وانتشارا عند القارئ العربي فقط، ولكن مع القراء في كل أنحاء العالم.وأعطى نماذج لمشاريع الترجمة الضخمة للترجمة الروسية، ومنها مشروع د. سامي الدروبي الذي قدم الأعمال الأدبية الكاملة دوستويفسكي، لافتا إلى أنه في الوقت الحالي هناك دور نشر تهتم بالأدب الروسي مثل دار آفاق في مصر، ودار المدى للثقافة والنشر في لبنان، ودار سؤال في لبنان.وتناول الاختلاف بين مشاريع الترجمة المؤسسية والفردية، مشيرا إلى أن الترجمات المؤسسية تتلقى دعما قويا، وليس هناك سعي للربح كامل مثل دور النشر الخاصة، إضافة إلى ذلك تجد في بعض الأحيان ليس هناك اهتمام كبير بعملية الإخراج الفني لكتاب.طرق الحياة
من جانب آخر، تحدث نبيل عن تجربته في ترجمة الكتب الفكرية لتولستوي، أولها كتاب جمع به بعض أشهر مقالات والخطابات جاء بعنوان "في الدين والعقل والفلسفة"، لافتا إلى أنه إطلاله مغايرة تركز وتظهر الجانب الفكري لتولستوي، وأصدرته دار آفاق، لافتا إلى أنه فوجئ بأنه حقق نجاحا كبيرا، وبعد ذلك ترجم كتاب بعنوان "طريق الحياة" وهو كتاب ضخم، ومن ثم قام بتجميع مقالات وخطابات أخرى بعنوان "في العلم والأخلاق والسياسة"، ومن ثم وقع اختياره على ترجمة اليوميات عبارة عن 6 أجزاء من عام 1847 إلى 1910، لافتا إلى أنها تشتمل على معلومات هائلة، وتكشف جوانب مهمة من حياته، مشيرا إلى أنه تفرغ تفرغا تاما لمدة سنة ونصف السنة لهذا المشروع، رافضا أي عروض نشر أخرى جاءت له أثناء عمله على اليوميات.