الشعب «أصهب» ويقاوم البنج
ذوو الشعر الأصهب المحُمَر هم من القِلة القليلة على وجه المعمورة الذين يمتازون بعدد من المقومات الجينية التي خلقها الله تعالى ووضعها فيهم ليكونوا متميزين عن سائر البشرية. طبعاً أنا هنا أتكلم عن أصحاب الشعر الأحمر الطبيعي الذين خلقهم الله على ذاك النحو، وليس ممن ارتأى أن يتحول إلى أصهب من بعد "الصبغ" و"القص واللزق" ولبس "البروكة-البوستيج" ليقلد المشاهير الصُهْب من أمثال الأمير هاري أو الممثلة الهوليودية آيلا فيشير. ذوو الشعر الأصهب يتميزون بعدد من الأمور دون أصحاب الشعر الأسود، الأشقر أو حتى البني بكل درجاته، فبحسب تقرير شبكة الـBBC البريطانية في أكتوبر 2002، فإن أصحاب الشعر المحمر يحسون بالألم أكثر من غيرهم، كما أنهم بحاجة إلى التخدير (البنج) أثناء إجراء العمليات الجراحية بنسبة أعلى مقارنة بذوي الشعر الأسود أو من هم شقر، لذلك فإن الطبيب الجراح والآخر المختص بالتخدير عليهما مراعاة أن الشخص الماثل أمامهم على طاولة العمليات الجراحية "أصهب" ويحتاج إلى عناية من نوع خاص، لكن ما لا يعرفه الطب الحديث بأن الشعب الكويتي قاطبة أصبح ومع مرور الأيام "أصهب" وهو مستلقٍ على طاولة العمليات السياسية، مقاومٌ للبنج الحكومي الذي يحتاج منه جرعات متزايدة مع مرور الأيام. ومع ذلك كله فالشعب الكويتي لا ينسى مهما زادت إبر البنج الحكومية. ما البنج الحكومي الفعال والمستخدم لإطفاء فتيل أي احتقان سياسي؟! نعم، هو سلاح الوقت!! فالحكومة ستأخذ كل وقتها الآن ومن بعد الأحداث المتسارعة الأخيرة لإعادة تشكيل فريقها ولملمة شتاتها من بعد الاستقالة، واستخدام أدواتها في إلهاء الشارع بسفاسف الأمور. نعم هذا هو البنج، ولكن الشعب الكويتي "أصهب" ومقاوم له وبتراكيز عالية كذلك، فلو كان الشعب ينسى لنسي المكلسن، الإيداعات، التأمينات، الداو، الاستثمارات وغيرها من هذا وذلك. خذوا وقتكم فنحن بالانتظار ومظالم الناس لا تتساقط مع الأيام والمال العام له حرمة عظيمة في أعين الناس، واستخدام سلاح الوقت قد يفيد مرة أو مرتين، لكن ليس في كل مرة تسلم الجرة.
على الهامش: نتائج استفتاء عبر منصة "تويتر" شارك 86 شخصا فيه جاءت على النحو الآتي: ما مدى رضاك عن طريقة تعامل مجلس الوزراء (الحكومة) كمنظومة متكاملة في إدارة أزمة فيروس كورونا بدولة الكويت (غير راض تمام، 31%)، (راض وكل شخص يخطئ، 38%)، (استقالة مجلس الوزراء كاملا باتت ضرورية، 6%)، (أطالب باستقالة بعض الوزراء، 25%). هامش أخير: رسالة إلى وزير الصحة: إن صح خبر إتلاف عدد من جرعات لقاح كورونا يومياً بسبب تخلف البعض عن حضور الموعد المسبق، فالرجاء عمل منصة تسجيل مواعيد احتياط للراغبين بالحضور والانتظار لعل وعسى تتسارع عملية تلقيح أكبر شريحة من المجتمع، علما أن تلك العملية لن تؤثر في الجدول الأصلي للجرعات الثانية.