حان وقت الانسحاب من أفغانستان
![ريل كلير](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583775118225578100/1583775132000/1280x960.jpg)
في نهاية المطاف، لا تقتصر جهود مكافحة التمرد الناجحة على إيجاد حل عسكري بسيط، بل تتطلب حلاً سياسياً أيضاً. مجدداً، تحمل التجربة البريطانية أهمية كبرى في هذا المجال لأنها تختصر الدرس المستخلص من اتفاق "بلفاست"، إذ لم يُهزَم الجيش الجمهوري الإيرلندي، بل تحقق السلام عن طريق المفاوضات، وبعد الوجود في أفغانستان لأكثر من 19 سنة وتكبّد كلفة مباشرة بقيمة 978 مليار دولار، تجدر الإشارة إلى أن الجيش البريطاني أمضى 38 سنة في شمال إيرلندا، يُفترض أن تكون هذه التجربة ركيزة أساسية لكل من يدعم البقاء في أفغانستان لفترة أطول. قد يعجز الأميركيون عن تحقيق النصر في أفغانستان، لكنهم ليسوا مضطرين للفوز هناك أصلاً، فالصراع في أفغانستان ليس عبارة عن حرب حاسمة لحماية الأمن القومي الأميركي، ولا تطرح حركة "طالبان" تهديداً وجودياً على الولايات المتحدة، بل تشتق أعمال العنف في أفغانستان من حرب أهلية قديمة داخل العالم الإسلامي، وبالتالي لن تكون الولايات المتحدة مضطرة لخوض الحرب هناك والفوز بها، وحدهم الأفغان يستطيعون تحديد نتيجة الصراع النهائية.يجب أن يدرك الجميع أن استمرار الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان ليس الحل المناسب بل إنه جزء من المشكلة المطروحة، حتى لو كانت أهدافه إيجابية أو حقق النجاح على مستوى العمليات والتكتيكات المعتمدة. هذا الانتشار العسكري المتواصل يخلق مشاعر بغض قوية تجاه الولايات المتحدة وسط السكان الأفغان وفي العالم المسلم عموماً. يمكن تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب المتبقية من دون نشر أي قوات عسكرية ميدانياً، ويجب أن يتمسك الأميركيون بمبدأ تقرير المصير الذي يلوّحون به دوماً ويسمحوا للحكومة الأفغانية بالتصرف ككيان مستقل واتخاذ القرارات بنفسها، حتى لو اختلفت تلك القرارات عن التوجهات الأميركية. أخيراً، يُفترض أن يتعلق المعيار الأميركي الحقيقي الوحيد بتشجيع الحكومة الأفغانية على عدم تقديم الدعم أو ملجأ آمن إلى الجماعات الإرهابية القادرة على مهاجمة الأراضي الأميركية.