تبدو السياسة الخارجية التي ستعتمدها ادارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن تقليدية إلى حد بعيد إذا ما قورنت بالسياسة الغربية وغير المتوقعة والأحادية التي اعتمدها الرئيس السابق دونالد ترامب. رغم ذلك يشير مراقبون إلى أن الخلافات بين واشنطن ودول الخليج التي طبعت جزءاً كبيراً من عهد الرئيس السابق باراك أوباما ستعود، وأن سياسية بايدن لن تخل من لمحات ميزت عهد أوباما.
دول الخليج
وأمس الأول، تعهد وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال جلسة استماع أمام الكونغرس بإشراك دول الخليج في أي حوار مع إيران، مشدداً على وجوب "عدم السماح لها بامتلاك أسلحة نووية".وقال بلينكن، إنه يجب "العمل على اتفاق أقوى مع إيران يتضمن الصواريخ الباليستية وأنشطتها المزعزعة للاستقرار"، موضحاً أن "أميركا ستشرك إسرائيل أيضاً بأي مفاوضات نووية معها". وأوضح في المقابل، أن بلاده ستعود إلى الاتفاق النووي، ما يعني أنها ستجبر في نهاية المطاف على تبادل تقديم التنازلات مع طهران مما سيثير توتراً في منطقة الشرق الأوسط القائمة على توزانات حساسة. لكن بلينكن تعهد بوقف الدعم الأميركي للسعودية في اليمن، مؤكداً أن الإدارة المقبلة ستتراجع سريعاً عن قرار تصنيف الحوثيين المدعومين من طهران منظمة إرهابية. وخلال إجابته عن أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ، قال إنه سيبقي خلال توليه الوزارة على السفارة الأميركية في القدس المحتلة، مع الاعتراف بها عاصمة لدولة لإسرائيل.القدس
وأكد أنّ بايدن لن يعود عن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لكنه يرى أنّ التسوية الوحيدة القابلة للاستمرار في النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي هي "حلّ الدولتين"، وأوضح أن بايدن سيحاول جاهداً المضي في سبيل تحقيق هذا الهدف رغم الصعوبات.وأوضح بلينكن أمام مجلس الشيوخ أن "الرئيس وأنا شخصياً نعتقد أنّ السبيل الوحيد لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية مع إعطاء الفلسطينيين دولة يحقّ لهم بها، هو عبر حلّ الدولتين"، داعياً الإٍسرائيليين والفلسطينيين فوراً "إلى تجنّب اتّخاذ خطوات تزيد هذه العملية تعقيداً" لكنه قلل من احتمالية تحقيق تقدم بوقت قصير في هذا المجال.واتهمت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بأنها تسابق الزمن للقضاء على ما تبقى من أي إمكانية لحل الدولتين ووضع المزيد من العقبات والعراقيل أمام إدارة بايدن وأي جهد ستقوم به لاستئناف عملية السلام المتعثرة منذ سنوات.واعتبرت أن "استمرار إسرائيل بسياسة الاستيطان وسرقة الأرض بدعم وتحيّز من إدارة ترامب لن يجلب الأمن والاستقرار"، داعية بايدن إلى "تبني موقف واضح إذا أرادت تحقيق الأمن أو الاستقرار في المنطقة".تركيا
وفي حين اعتبر بلينكن أن "تركيا حليف، لكنها لا تتصرف كما ينبغي لذلك"، قال وزير الخارجية: "يمكننا الفوز في المنافسة مع الصين"، مكرراً خطاباً عزيزاً على ترامب يصفها بأنها "أهم تحد" للولايات المتحدة.واعترف بأن الرئيس الجمهوري السابق، الذي نادراً ما يلقى إشادة من الديمقراطيين كان "محقاً في اتخاذ موقف أكثر حزماً ضد الصين". وقال إنه يشاطر بومبيو ما أعلنه الثلاثاء من اتهامات للصين بـ "الإبادة الجماعية" ضد الأويغور المسلمين.ويقول مراقبون، إن فريق بايدن يميل الى تقليل الضغوط على الصين التي تجمعها مصالح اقتصادية واسعة مع واشطن مقابل العودة إلى خطاب تقليدي متشدد ضد روسيا. واعتبر لويد أوستن وزير الدفاع المرشح من بايدن أمام الكونغرس أمس الأول أن التهديد الرئيسي الذي تواجهه الولايات المتحدة، هو فيروس كورونا قبل الصين.وإذ شدد على أن الولايات المتحدة تريد ردع بكين عسكرياً، لكنها تريد التعاون معها اقتصادياً، عبر لويد عن تأييده الانسحاب من أفغانستان.أوروبا
إلى ذلك، أكدت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن أوروبا لديها "من جديد صديق" في البيت الأبيض، بينما دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الرئيس الأميركي جو بايدن إلى اجتماع مع قادة الاتحاد الأوروبي بهدف "بناء ميثاق تأسيسي جديد معاً" للعلاقات عبر الأطلسي.وناقش ميشال مع الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ إمكانية عقد اجتماع أوروبي في الوقت نفسه مع قمة الحلف التي سيشارك فيها بايدن.