يوم جديد في أميركا
بايدن يؤدي اليمين ويدعو للوحدة... وترامب يتعهد بالعودة
طوت الولايات المتحدة أمس 4 سنوات من ولاية صاخبة وغير تقليدية بكل المقاييس للرئيس السابق دونالد ترامب. ورغم جائحة كورونا التي تلقي بظلال من عدم اليقين على المستقبل، والانقسام السياسي العميق الذي سيترك ندوباً دائمة في جسد الأمة الأميركية، تعهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن، السياسي المخضرم الذي أمضى حياته في أروقة الكابيتول، بإعادة الوضع إلى طبيعته، ومد اليد إلى الجمهوريين لإعادة توحيد البلاد، خلال حفل تنصيب لم يخلُ من الغرابة.
وفي ظل حشد عسكري يفوق الوجود العسكري الأميركي في 3 دول تخوض حروباً، و«مشاركة» آلاف الأعلام بدل الحضور الذين اقتصر عددهم على ألف مدعو بسبب قيود الوباء، أدى بايدن اليمين ليصبح ثاني رئيس كاثوليكي أميركي، بعد أدائه الصلاة في كاتدرائية سانت ماثيو، التي شهدت جنازة جون كينيدي أول رئيس كاثوليكي أميركي. وأدت نائبة الرئيس كمالا هاريس اليمين لتصبح أول أمراة ملونة تتولى المنصب.في المقابل، غادر ترامب البيت الأبيض من دون المشاركة في مراسم تنصيب خلفه، وأجريت له مراسم وداعية مقتضبة في قاعدة أندروز الجوية، حيث ألقى كلمة أشاد خلالها بإنجازاته، وقال إنه سيعود بشكل أو بآخر، وسط تقارير بأنه سيشكل حزباً ثالثاً. لكن وفي دليل على أن الولايات المتحدة ستمضي قدماً بسرعة قياسية، أصدر بايدن 17 أمراً رئاسياً مناقضة لكل «الإرث الترامبي»، بينها إنهاء العمل بجدار المكسيك، والعودة إلى اتفاق باريس المناخي ومنظمة الصحة العالمية. وبينما بعث 17 نائباً جمهورياً رسالة مشتركة لبايدن أكدوا فيها تطلعهم للعمل معه، قالت الأغلبية الديمقراطية بمجلس النواب، في بيان، إن «الكابوس الذي دام أربع سنوات انتهى».