"كل تعلوم بطراق" مثل كويتي قديم له معان منها العبرة في ارتكاب الخطأ، أو التربية والإصلاح، ربما لم يُجدِ نفعا في هذه الأيام مع بعض أبناء هذا الجيل، فطرق التربية الحديثة تجرم بالقانون استخدام العنف اللفظي! فكيف تصل إلى العنف الجسدي والضرب؟ نعم أنا شخصياً كتربوية ضد تعذيب وتعنيف الصغار أو النساء، فهي سلوكيات غير غير سوية، لكن جيل آبائنا وأجدادنا كانوا رجالا أشداء محترمين متحملين للمسؤولية التامة، ونرى كم هي أخلاقهم عالية سامية، ونحاول أن نصبح مثلهم بقدر المستطاع فصبر الجدات في الماضي كان عظيماً، وتحمل الأجداد بالبحث عن رزقهم كان جليلا كما يحكى بالقصص والروايات.
هذه الأجيال التي أنتجها هؤلاء النخبة لم تتبع معهم التربية الحديثة والقوانين، بل التربية الحازمة التقليدية القديمة التي اعتمدت على الصفعات أحيانا (الطراقات) كما تقال بالعامية والشدة والتوبيخ، ولا تخلو من الرحمة كذلك، ونرى بعدها استقامة المراهق الطائش والهداية والإحساس بالرهبة والخوف من الأب واحترامه واحترام كلمته ورأيه وخاطره وأوامره، فصفعات الأب كانت بمثابة التأديب والتربية والتقويم عند الخطأ أو الانحراف عن الطريق الصحيح. ونرى كم كان هذا الجيل صالحا، وبهذا الحديث لا أبرر الضرب أو أدافع عن العنف ضد الصغار الأبرياء أبداً، لكن الحسبة اختلفت في هذا الزمن، فبعض الصغار لا يحترمون الكبير كما ينبغى مثل ما كان في السابق، حتى طريقة حوار الأبناء الآن اختلفت، فلا نرى هدوءا ولا نشعر بالوقار أثناء حديثهم مع الأب، لذلك أصبح الكبير يتجنب الحوار أو النصح أو التهذيب خوفاً من ردة الفعل العكسية للبعض هداهم الله.فأبناء جيلي الثلاثينيين كانت الطاعة عندنا وما زالت تامة عمياء للوالدين، ولا نقاش فيها لأكثريتنا، فهي من بر الوالدين في مفهومي واحترام وحب وعادة جريت عليها ولله الحمد... لكن التربية الحديثة تعطي حرية الاختيار للطرق التي يختارها الابناء في تصرفاتهم، وسلوكهم، فالصالح يبقى صالحا والعكس، والتربية طبعا حتى لو كانت بعيدة عن العنف فإنها تجدي نفعا ونتاجا طيباً إن شاء الله... نعم الحياة اختلفت جداً والتربية اختلفت كذلك، لكن يبقى زمن القدماء أفضل.
مقالات - اضافات
«كل تعلوم بطراق!»
22-01-2021