رغم تهديد الشرطة بقمعهم، ورغم ضغوط من السلطات، خرج أمس، أنصار المعارض أليكسي نافالني في تظاهرات في جميع أنحاء روسيا، تلبية لدعوة منه للمطالبة بالإفراج عنه، وتعبيراً عن الغضب من قمع الدولة، ما أدّى الى اعتقال المئات.

ومن موسكو إلى فلاديفوستوك، نشر فريق الناشط الشهير في مكافحة الفساد، والعدو الأول لسيد الكرملين، والذي كان ضحية تسميم مفترض خلال الصيف الماضي، دعوات إلى التجمع في 90 مدينة روسية.

Ad

وفي العاصمة موسكو، تجمع المحتجون في ساحة بوشكين، حيث اعتقلت شرطة مكافحة الشغب التي كانت منتشرة بأعداد كبيرة العشرات، ووضعتهم في حافلات السجن.

وانضمّت يوليا نافالنايا، زوجة نافالني الى المتظاهرين في موسكو، من أجل زوجها الذي "لا يستسلم أبدا".

وجرت احتجاجات في أقصى شرق روسيا، حيث خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في فلاديفوستوك وخاباروفسك، بينما نشرت قوات كبيرة من الشرطة.

وشارك ناشطون لقطات فيديو لضباط شرطة يضربون المتظاهرين في خاباروفسك، ويدفعونهم إلى داخل حافلة صغيرة. كما تم اعتقال حاكم المدينة السابق الشهير سيرغي فورجال.

ورغم ظروف البرد الشديد، نزل مئات المتظاهرين إلى الشوارع في فلاديفوستوك وإيركوتسك، ورددوا هتافات مثل "نحن الأقوياء"، و"بوتين كاذب".

ولم يتم منح تصاريح للمظاهرات، التي تم إعلانها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحذر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الجمهور من المشاركة في احتجاجات غير مصرح بها.

وتم حظر التظاهرات لعدة أشهر بسبب اللوائح الرامية إلى السيطرة على جائحة "كورونا"، كما قامت السلطات أيضا بقمع مساعدي نافالني وأنصاره، واعتقلت العديد من مساعديه بمن فيهم السكرتيرة الصحافية كيرا يارمش.

وكانت الشرطة وعدت بأن "تقمع بلا تأخير" أي تجمع غير مصرح به تعتبره "تهديدا للنظام العام".

من جهته، دان رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين التظاهرات "غير المقبولة" في أوج انتشار "كورونا"، متهماً المتظاهرين بالمساعدة في نشر الوباء.

بدوره، دان زعيم الحزب الشيوعي، غينادي زيغانوف، من يحرض الشباب على الخروج بحملات احتجاجية غير مرخص بها، وقال إن هؤلاء المحرضين بمنزلة "الفاشيين" ووصف نافالني بأنه مستفز.

وكانت تجمعات كبرى للمعارضة في موسكو صيف 2019 شهدت اعتقال آلاف المتظاهرين السلميين. وصدرت بحق العديد منهم أحكام بالسجن بتهم القيام بأعمال عنف ضد الشرطة، رغم احتجاج منظمات غير حكومية.

ونافالني (44 عاما) موقوف حتى 15 فبراير المقبل على الأقل، واعتقل عند عودته الأحد الماضي من ألمانيا، حيث أمضى خمسة أشهر في رحلة علاج من التسميم.

وكان أصيب في أغسطس الماضي بمرض خطير في سيبيريا، وتم نقله إلى مستشفى بحالة طوارئ في برلين، بعد تعرضه على حد قوله لتسميم بغاز الأعصاب من قبل الاستخبارات الروسية.

وأكدت ثلاثة مختبرات أوروبية إصابته بتسمم، لكن موسكو تنفي بشدة ذلك وتتحدث عن مؤامرة. ومع أنه يدرك أنه قد يعتقل، جازف نافالني بالعودة إلى روسيا مع زوجته.