العراق: عبوات وصواريخ والكاظمي إلى الاستجواب
اختارت الفصائل العراقية الحليفة لطهران أول يوم في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، لتضرب دفعة واحدة خمسة أرتال عسكرية أميركية وثلاثة صواريخ كاتيوشا في محيط مطار بغداد حيث توجد معسكرات التحالف الدولي.وتأتي هذه الهجمات في خرق لهدنة معلنة استمرت بضعة أسابيع قادتها وساطات الأمم المتحدة، بين أميركا والفصائل، في وقت قالت الأوساط السياسية إن إيران حرصت على التعامل بحذر في آخر أيام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كي لا يشن هجمات اللحظة الأخيرة.لكن كاتيوشا الفصائل تحمل رسائل داخلية مقلقة، إذ جاءت بعد يوم واحد من حملة إقالات كبرى أجراها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي شملت أعواناً لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، واعتبرتها الفصائل تصعيداً كبيراً ضد حلفائها، وسط توتر سياسي هو الأبرز منذ تسلم الكاظمي منصبه في مايو الماضي.
وتتزامن هذه التطورات كذلك مع خرق أمني هو الأول من نوعه منذ سنوات، حيث سقط العشرات في تفجيرين انتحاريين الخميس الماضي وسط بغداد، جاءت إثرها إقالة الضباط الكبار الخمسة. في الوقت ذاته تواصل المحاكم إصدار عقوبات بالحبس الثقيل على مسؤولين كبار مرتبطين بالأحزاب التقليدية، حيث بدأ التحقيق معهم منذ أسابيع داخل مبنى المخابرات في قصر النهاية الشهير بالعاصمة، في واحدة من أكبر الاختلاسات المالية التي تصل إلى أكثر من مئة مليار دولار جرى تهريبها منذ عام 2006 ، حسب مخرجات التحقيق الذي تشارك فيه منظمات دولية، ويمس أحزاباً عراقية وفصائل مسلحة.ولم يتوقف التوتر السياسي عن فرز سيناريوهات متسارعة للتصادم بين فريق الإصلاحات الذي يقوده الكاظمي، وتيار الفصائل المتشدد سياسياً، في حين تستعد كتل نيابية مقربة من إيران لاستجواب محافظ البنك المركزي الأربعاء المقبل، بعدما بدأ العراق تقييد حركة الأموال ذات الصلة بجماعات العنف أو محاولات التهرب من العقوبات الأميركية عبر البوابة العراقية.لكن حكايات الاستجواب لا يبدو أنها ستتوقف، إذ تتداول الأوساط السياسية أنباء شبه مؤكدة عن نية الفصائل تنظيم استجواب يهدف إلى سحب الثقة عن حكومة الكاظمي، وسط أزمة شديدة يمر بها السوق إثر خفض مفاجئ لسعر الدينار العراقي شكّل صدمة للشرائح الفقيرة.