هل «كورونا» البريطانية أكثر فتكاً؟
جونسون يحمِّلها مسؤولية تزايد الوفيات... والخبراء منقسمون
لم تمر تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بأن «السلالة البريطانية» من فيروس كورونا، التي وصلت إلى أكثر من 60 بلداً، هي «أكثر فتكاً»، مرور الكرام، بل أشاعت خوفاً في الشارع البريطاني، وأثارت بلبلة في صفوف الخبراء.ففي حين تشهد المملكة المتحدة أعداد وفيات قياسية بعد ازدياد الإصابات منذ رصد النسخة المتحوّرة لفيروس كورونا للمرة الأولى بجنوب شرقي البلاد في سبتمبر الماضي، أكد جونسون، الذي اتهم غالباً بتقديم تنبؤات مفرطة في التفاؤل حول تخفيف قيود «كورونا»، خلال مؤتمر صحافي في «10 داونينغ ستريت»، أمس الأول، أن «السلالة البريطانية قد تكون أكثر فتكاً إلى جانب أنها معدية أكثر وأسرع انتشاراً، ويبدو الآن أن هناك بعض الأدلة على أن النسخة الجديدة قد تكون مرتبطة بدرجة أعلى من الوفيات». وأضاف: «تواصل جميع الأدلة الحالية إظهار أن اللقاحين اللذين نستخدمهما حالياً لا يزالان فعّالين ضد النسختين القديمة والجديدة».
وربط الوضع السيئ لبلاده، التي تعيش ثالث إغلاق شامل منذ مطلع الشهر، إذ أعلن 1401 وفاة جديدة أمس الأول مما رفع إجمالي عدد الوفيات إلى 95981 (الأعلى في أوروبا)، بالنسخة المتحوّرة. من ناحيته، قال كبير مستشاريه العلميين باتريك فالانس، إن «ثمة أدلة على أن السلالة الجديدة المعروفة أيضاً باسم B117 تنطوي على خطر إيقاع وفيات بنسبة أعلى من السلالة الأصلية ولأسباب مجهولة، وقد تكون أكثر فتكاً بنسبة نحو 40% بالنسبة لبعض الفئات العمرية».وأضاف فالانس، خلال المؤتمر ذاته، «يمكن أن يموت 14 شخصاً من بين كل 1000 شخص ممن تزيد أعمارهم على 60 عاماً، بدلاً من 10 كما كان سابقاً، لأسباب غامضة ومجهولة».لكن إيفون دويل، المديرة الطبية في هيئة الصحة العامة بإنكلترا، قالت إنه لا يزال «من غير الواضح تماماً ما إذا كان النوع المتحور مرتبطاً بمعدل وفيات أعلى من سلالة الفيروس الأصلي».ورأى عضو لجنة خبراء المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ البريطانية مايك تيلدسلي أنه من السابق لأوانه التأكد من أي زيادة في معدل الوفيات من الفيروس المتحور الجديد، مضيفاً أنه فوجئ بإعلان جونسون.في غضون ذلك، حذرت شركة الأدوية البريطانية «استرازينيكا» من أن إمدادات لقاحها الى أوروبا ستكون «أقل مما كان متوقعاً مبدئياً» بسبب انخفاض إنتاج موقع تصنيع تابع لها.في المقابل، أكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أن رد الفعل التحسسي المفرط للقاح «موديرنا» ضد الفيروس «نادرة»، وظهرت فقط لدى 10 أشخاص من بين أكثر من 4 ملايين تلقوا الجرعة الأولى.