أصدرت أستاذة النحو في جامعة الكويت الشاعرة د. نورة المليفي أول بحث في الخليج والوطن العربي بعنوان "الأخطاء الإملائية في التغريدات اليومية".
وقالت المليفي إن "البحث يأتي ضمن تخصص النحو، لأنني لاحظت أن الطلبة والطالبات عندما يقومون بالتغريد في تويتر، إن كان باللغة الفصحى أو العامية، لا يجيدون الإملاء، حتى في أبسط الأمور"، لافتة إلى أن هذا يدل على تقصير شديد من المدارس في تأسيس الطلبة باللغة العربية، وهناك من يرى أن "تويتر" ليس مجالا للبحث، وللإنسان الحرية أن يكتب بالأخطاء كيفما يشاء.
ثقافتنا وتراثنا
وأوضحت أن "الهدف من هذا البحث هو الحفاظ على اللغة العربية، وطريقة رسمها (الإملاء)، والحفاظ على قواعدها، لأنها تعكس لغة القرآن الكريم، وثقافتنا وتراثنا العربي". وتابعت "إذا قبلنا أن تُكتب لغتنا بطريقة الخطأ ولا نوجّه الناس، والشباب، والباحثين إلى ضرورة الالتفات إلى هذه النقطة فستضيع هذه اللغة وتندثر، ومن هنا جاء دوري للحفاظ على اللغة العربية، لأقول للناس إننا يمكن أن نكتب كتابة صحيحة خالية من الأخطاء". وأضافت "إن قلنا إن النحو لا يفهمه الناس، وقد أتنازل نوعا ما عنه، لكنني لن أتنازل عن الكتابة الإملائية الصحيحة، وهي رسم الكلمة وكتابتها، لأنني عندما أخطئ في هذه الكلمة، ولا أنبه إلى الصحيح، يظن الناس أن المعنى سيصل، وبعضهم يقول المهم في (التغريدة) المعنى، وأنا أقول إنه لا يمكن أن نصل إلى المعنى إذا كُتِبت الكلمة بطريقة خاطئة، لأن المتلقي سيفهمها بطريقة أخرى".جزء من حياتنا
وأكدت "يجب أن نجعل النحو واللغة العربية جزءاً من حياتنا اليومية، ويجب ألا نفصل ما بين النحو وحياتنا، وكذلك اللغة، لذلك يجب على كل منا أن يدرك الأخطاء التي نقع فيها، ونصححها، وننبه المخطئ حتى لا يقع فيها مرة أخرى". وأشارت إلى أن "تويتر يعد وسيلة للالتقاء بلغتنا، ويجب التخلص من خلاله من أخطائنا الإملائية، وكذلك من فكرة أن اللغة العربية لغة صعبة"، مستدركة "نحن من تخلينا عنها وتمسكنا باللغة الأجنبية، وأوهمنا أنفسنا أن اللغة الإنكليزية أسهل من لغتنا التي يجب أن نتمسك بها، فلغتنا العربية هي مصيرنا". وختمت د. المليفي بقولها: إن "تويتر مادة خصبة للباحثين، وقد بدأتُ مشواري به، والخطوة الأولى تتمثل بأن ننظر فيه، ونستخرج دراسات لغوية ونحوية"، مضيفة أنها تشجع جميع الأساتذة في علم النحو واللغة على النظر في "تويتر" وعمل دراسات تواكب الحياة اليومية، لجعلها مواكبة لعصر العولمة.