الكتابة للطفل ليست بالعمل الهين، فهي تتطلب عدة مهارات، منها اللغة التي تشكل تحديا أساسيا أمام الكاتب، إضافة إلى تقديم محتوى يكون هادفا، ويجمع بين التسلية والإفادة.

في هذا الصدد، قالت الكاتبة ريهام الفوزان إن أدب الطفل يختلف عن غيره من الآداب، إذ إن كل فئة عمرية لها أسلوب كتابة معين تخدم هذه الفئة، مضيفة أنه يجب مراعاة عدة أمور عند أدب الطفل، منها ان المفردات تكون مناسبة وتتميز بالبساطة، وتكوينات الجمل تكون أقل تعقيدا وعمقا من الفئات الأكبر سنا، وأن تعرف القصة كيف تخاطب هذا العمر الصغير، إضافة إلى وجود الرسومات التي تعتبر الجزء الآخر من القصة.

Ad

وأكدت الفوزان أن "أدب الطفل ليس مجرد نصوص، بل عمل متكامل بين النص والرسم، فهما وجهان لعملة واحدة، وهو عملية تعاونية بين الكاتب والرسام، وأيضا عملية النشر، حتى يخرج الكتاب بصورة رائعة يتلقاها القارئ، والتي تجعلنا لا نقيم الكاتب فقط وإنما نقيم الكاتب والرسام لأنهما مكملان لبعضهما".

واستطردت: "من تجربتي الشخصية كنت على تواصل مباشر مع الرسامين، حتى أضمن أن تخرج الرسومات بطريقة تعكس فكرة القصة، وفي كل مرة يتخطى توقعاتي وتخرج القصة بطريقة أجمل وأفضل من تصوري، وأنا أشكر كل رسام تعاونت معه".

عقل الطفل

وذكرت الفوزان أن "من بين الصعوبات التي نجدها في أدب الطفل هي الكتابة بعقل الطفل وبطريقة تتناسب مع تفكيره في المواضيع والقضايا، فالطفل إنسان ذكي وقادر على الفهم، ويلتقط المعلومات بسهولة، لكن بطريقة يستطيع أن يستوعبها وبمفردات يتقبلها".

وعن مميزات قصص الأطفال، قالت: "ان يكون اللامعقول معقولا جدا في أدب الطفل أي عالم الخيال الموجود في أدب الطفل هو العالم الذي يراه الطفل ويستطيع أن يفهمه، وهذا العالم الأقل تعقيدا، والمليء بالخيال والأمل والاحتمالات، وأيضا يتضمن قيما راقية ودروسا تحقق الإفادة، وتلك المخرجات أهم ما يميز أدب الطفل".

التطعيم

ولفتت الفوزان إلى أن كل قصة كتبتها للطفل مختلفة عن غيرها من كتاباتها، فأول قصتين على سبيل المثال تناولتا مواضيع تربوية، الأولى بعنوان "يوسف والبطل سليم"، وتناولت فكرة التطعيم والخوف من أخذ الحقنة، وتلك القضية يواجهها الكثير من أولياء الأمور.

وتابعت: "أما القصة الثانية فهي بعنوان لولوة والمدرسة الجديدة، وكانت أيضا ذات موضوع واقعي تربوي عن التنمر المدرسي وكيفية معالجته"، مشيرة إلى أن تلك القصة تقبلها الأطفال بشكل كبير ولامست حياتهم، ورأت فيها ردة فعلية إيجابية كبيرة.

جمهور جيد

وأضافت الفوزان أنها توجهت بعد ذلك في مضامين قصصها إلى القيم، واحترام الآخر، والتفهم، وركزت عليها أكثر من القضايا التربوية، مبينة أن لديها قصتين جديدتين في مراحل النشر، وستنشران قريبا، "الأولى تتكلم عن فكرة الامتنان والتقدير وبعض النماذج الموجودة في حياتنا، والثانية تتكلم عن التفهم، وعدم التسرع في الحكم، وتفهم الآخر ووجهات النظر واحترامها".

وأفادت بأنها راضية عن إنتاجها الأدبي، قائلة: "أعتقد أن كل كاتب يصدر كتابا لابد أن تكون لديه درجة من الرضا، ودرجة من الترقب من ردود الأفعال، لأننا في النهاية لدينا جمهور صعب وصريح إما أن يقبل هذا الإنتاج الأدبي أو أن يرفضه، لكن بشكل عام لم تصل تلك القصص إلى مراحل النشر إلا وقد وصلت إلى درجة من الرضا من ناحيتي، وسعادتي الكبيرة تكمن عندما أرى استحسان الأطفال للقصص التي كتبتها، وفي كلا القصتين وجدت جمهورا جيدا".

فضة المعيلي

وعبرت عن سعادتها بأنها عاصرت أسماء مميزة في أدب الطفل، ووصفتهم بأنهم أسماء عديدة ومتميزة في هذا المجال، ومنهم دانة النوري، وحسين المطوع، وهدا الشوا، وأمل الرندي، وغيرهم، لافتة إلى أنها متفائلة بالجيل القادم من كتاب أدب الطفل، الذين يطرحون موضوعات وقضايا جميلة، تساهم في تطوير دورها في إثراء معرفة الطفل.