أعلن بنك بوبيان تحقيقه أرباحا تشغيلية في عام 2020 بلغت حوالي 93 مليون دينار، وبلغت ربحية السهم 9.66 فلوس، مع التوصية بتوزيع 5 بالمئة أسهم منحة، وذلك على الرغم من الظروف الاستثنائية التي مرّ بها العالم والكويت، بسبب التداعيات غير المسبوقة لجائحة فيروس كورونا التي اجتاحت العالم، وأدت الى تعطّل شبه كامل لجميع مرافق الحياة، في الوقت الذي واصل البنك سياسته التحوطية بتجنيب مخصصات بقيمة 59 مليون دينار، لينهي العام الماضي بصافي ربح قدره 34.4 مليونا.

وتعليقا على ذلك قال رئيس مجلس الإدارة، عبدالعزيز الشايع: «بحمد الله استطعنا اعتمادا على خبرات السنوات الماضية والتعامل باحترافية مع جميع نتائج جائحة كوفيد 19 من مواصلة تحقيق نتائج متميزة، ونأمل عودة القطاعات الاقتصادية في الكويت للعمل بصورة طبيعية».

Ad

وأضاف: «بطبيعة الحال كان من الضروري تجنيب مخصصات تحوطية إضافية لدعم المركز المالي للبنك، وزيادة القدرة على مواجهة التداعيات المستقبلية لأزمة كورونا الحالية، وهو أمر طبيعي نتيجة الأزمة التي تعد الأولى من نوعها التي نمرّ بها في العصر الحديث».

وأشار الشايع إلى ارتفاع إجمالي الأصول المجمعة لمجموعة بنك بوبيان حتى نهاية العام الماضي إلى 6.4 مليارات دينار، بنسبة نمو 21 بالمئة، وذلك مع استحواذ البنك على بنك لندن والشرق الأوسط خلال الربع الأول من العام، وكذلك النمو في محفظة تمويل الأفراد وتمويل الشركات في الكويت بنسبة 14 و11 بالمئة على التوالي.

من جهة أخرى، فقد بلغ إجمالي ودائع العملاء 5.1 مليارات دينار بنسبة نمو 17 بالمئة، في حين بلغت محفظة التمويل 4.8 مليارات دينار بنسبة نمو 26 بالمئة، وبلغت الإيرادات التشغيلية 167 مليون دينار بنسبة نمو 15 بالمئة.

أمــا على مستوى الحصص السوقية، فقد ارتفعت حصة البنك من التمويل المحلي بصفة عامة لتتجاوز 10 بالمئة، في حين ارتفعت حصته من تمويل الأفراد، لتتجاوز نسبة 14 بالمئة، ليصبح «بوبيان» الثالث على مستوى البنوك المحلية من حيث الحصة السوقية لمحفظة التمويل المحلية.

وأوضح أنه بالرغم من قوة المركز المالي للبنك وكفاية رأسماله ونمو حجم أعماله وأرباحه التشغيلية، فإنه تقرر عدم توزيع أرباح نقدية لهذا العام من أجل تدعيم ميزانيته، آخذا بعين الاعتبار أن الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها الاقتصاد العالمي والمحلي بفعل جائحة كورونا لم يتم تجاوزها بالكامل بعد.

«بوبيان» والتعامل مع الأزمة

من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك بوبيان، عادل الماجد، إن موارد البنك البشرية أثبتت خلال الأزمة قدرتها على مواجهة المصاعب والمخاطر التي سببها انتشار فيروس كورونا، والدليل أن البنك استمر في أداء مهامه على أكمل وجه دون تقصير في حق العملاء، بسبب المهارات التي أبداها الموظفون العاملون خلال الأزمة.

واستعرض الماجد أبرز ما قام به البنك خلال الأزمة، حيث كانت البداية مع مشاركته في تمويل الصندوق الذي أعلن تأسيسه بنك الكويت المركزي بقيمة 10 ملايين دينار تموله البنوك الكويتية لدعم المساعي الحكومية في مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.

كما وظّف البنك الإمكانات لتنفيذ القرار القاضي بتأجيل جميع أقساط التمويل وأقساط البطاقات الائتمانية لجميع العملاء، إلى جانب تأجيل أقساط الشركات الصغيرة والمتوسطة، مع عدم احتساب أي أرباح إضافية على هذا التأجيل وأية رسوم أخرى.

وأشار الماجد إلى أن «بوبيان» جنى خلال هذه الأزمة ثمار استثماراته في قطاع الخدمات المصرفية الرقمية، حيث ظهر منذ بدئها تزايد الإقبال من عملاء البنك على استخدام الخدمات المصرفية الرقمية، سواء من خلال موقع البنك أو من خلال تطبيق البنك على الهواتف الذكية.

وخلال شهر أبريل 2020 بدأ البنك في استقبال طلبات التمويل بشروط ميسّرة التي أعلن عنها بنك الكويت المركزي ضمن الحزمة الاقتصادية لدعم الشركات والعملاء المتضررين والمشاريع الصغيرة والمتوسطة المتضررة من جراء الأزمة الحالية.

ووجّه الماجد الشكر لجميع الجهات التي أدارت الأزمة، لاسيما العاملين في الصفوف الأمامية، كما وجّه الشكر لبنك الكويت المركزي لما اتخذه من إجراءات ساهمت في تخفيف حدة الأزمة.

قطاع الشركات والمشروعات الكبرى

على الرغم من الأزمة التي سببها انتشار فيروس كورونا، استمرت المجموعة المصرفية للشركات في تحقيق نمو متوازن بمحفظة التمويل التجاري، بمعدل نمو في حدود 11 بالمئة، مما أدى الى زيادة الحصة السوقية إلى 9 بالمئة تقريبا، على الرغم من المنافسة الشديدة التي شهدها قطاع التمويل التجاري خلال العام المنصرم.

وقد تنوعت التمويلات الممنوحة لتشمل القطاعات المنتجة الرئيسية، مثل قطاع النفط والطاقة والقطاع الخدمي والقطاع الصناعي والعقاري، فضلا عن المساهمة بشكل رئيس وفعال في عدد من المشروعات الكبرى ذات القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، وتم تحقيق ذلك من خلال استقطاب عملاء جدد، إلى جانب عملاء البنك الحاليين، مع الالتزام بجودة محفظة التمويل من خلال تطبيق سياسة ائتمانية حصيفة.

وقد حرصت المجموعة على مواكبة التطور التكنولوجي في مجال الخدمات المصرفية المقدمة لهذا القطاع المهم، من خلال إضافة خدمات متنوعة إلى تطبيق بوبيان للشركات وكذلك الخدمة المصرفية عبر الإنترنت للشركات، فضلا عن تقديم منتجات جديدة وتخصيص فروع حصرية لتقديم جميع الخدمات المصرفية لقطاع الشركات.

التفوق في خدمات الأفراد

من ناحية أخرى، وبناء على توجّهات «بوبيان» خلال السنوات الماضية لريادة الخدمات المصرفية الرقمية، فقد تميّز البنك أثناء جائحة كوفيد 19 بالمحافظة على سير عمل المنتجات المصرفية ورضا العملاء، فضلا عن التفوق على توقّعات السوق في هذا المجال.

وقد «نمت الثقة بالمنتجات المصرفية الرقمية نتيجة للجائحة التي نحاول التغلب عليها جميعاً، حيث دفعت الجائحة العملاء الى الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية، بما في ذلك التحادث الرقمي والتواصل المعتمد على الذكاء الاصطناعي، وعليه تتمحور استراتيجية البنك في الخدمات المصرفية الرقمية حول شغفنا باعتبار عملائنا مركز اهتمامنا في جميع أنشطتنا».

وخلال العام المنصرم، زاد «بوبيان» شبكة الفروع وأعاد تصميمها لخدمات العملاء في أرجاء البلاد، وقام بمراجعة الإجراءات لضمان سرعة وسلاسة الخدمات للعملاء. وبناء على تفهمنا لاحتياجات العملاء للخدمات المصرفية.

كما توسع البنك في شبكة أجهزة «بوبيان دايركت» من خلال توفير 38 جهازا تعمل على مدار الساعة، وتتيح فرصة التعامل وجهاً لوجه لتوفير الخدمات المصرفية للعملاء وتوفّر خدمات متكاملة، مثل مناقشة التمويل وخيارات الائتمان وفتح الحسابات والمعاملات التي يصعب إجراؤها من خلال الخدمات المصرفية الرقمية، و»لدينا شبكة من 249 جهاز صرف آلي موزعة بشكل مناسب لتوفير الخدمات الاعتيادية، إضافة الى إصدار البطاقات الجديدة ولتمكين عملائنا من إجراء معاملاتهم المصرفية».

جوائز عديدة

واصل بنك بوبيان تربّعه على قمة خدمة العملاء في الكويت من خلال حصوله على جائزتين من مؤسسة «سيرفس هيرو» العالمية المتخصصة بقياس مستوى رضا العملاء، هما جائزة المركز الأول في خدمة العملاء على مستوى جميع القطاعات الاقتصادية في الكويت، وذلك للمرة الخامسة، إضافة إلى جائزة أفضل بنك إسلامي في خدمة العملاء للعام العاشر على التوالي منذ عام 2010، كما حصل أيضا على جائزة الأفضل إسلاميا لعقد كامل. كما حصل البنك على جائزة أفضل بنك إسلامي بالعالم، في مجال الخدمات الرقمية للعام السادس على التوالي، وجائزة أفضل بنك إسلامي في الكويت لعام 2019 من مؤسسة غلوبل فاينانس، وذلك للعام الرابع على التوالي، إلى جانب جائزة الأفضل إسلاميا في الكويت من مؤسسة ذا بانكر.

توظيف الشباب واستقطاب الكوادر النسائية

على الرغم من الأزمة التي سببها فيروس كورونا، استمر البنك في دعم الكوادر الوطنية، محافظا على ريادته كأعلى الجهات الخاصة توظيفا للشباب الكويتيين بنسبة 76.5 بالمئة من إجمالي عمالة البنك، في الوقت الذي يسعى البنك إلى استقطاب الكوادر النسائية، حيث بلغت نسبة الموظفات 26 بالمئة من إجمالي القوى العاملة على مستوى البنك.

واستمر البنك في أنشطته الاجتماعية، حيث قام وفد من الإدارة العليا لبنك بوبيان و»فريق بوبيان التطوعي» بزيارة إلى الإدارة العامة للدفاع المدني ومطار الكويت الدولي T 4 بالتنسيق مع الهلال الأحمر الكويتي، لتقديم الشكر لهم ولجميع المتطوعين على الجهود التي يبذلونها، حيث جاءت هذه الزيارة ضمن برنامج يقوم به بنك بوبيان ومتطوعوه لتقديم الشكر إلى أهم الجهات التي تقف حاليا في الصفوف الأولى لمواجهة خطر فيروس كورونا.

ولم يكن «بوبيان» بعيدا عن جهود دعم الأشقاء في لبنان جراء الكارثة التي تعرّضوا لها خلال شهر أغسطس الماضي جراء الانفجار الذي هز وسط بيروت، حيث قدّم البنك تبرعا ماليا للهلال الأحمر الكويتي لمصلحة مختلف عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار في لبنان.

وتماشيا مع الدعوات المستمرة من الجهات المعنية بالبقاء في المنازل، فقد استمر بنك بوبيان في تنظيم العديد من فعالياته وأنشطته باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال «أونلاين».

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، بثّ البنك العديد من الرسائل التوعوية الخاصة بمحاربة فيروس كورونا وسبل الوقاية منه، إلى جانب إجراء العديد من المسابقات الأسبوعية التي تربط بين البنك ومتابعيه على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

إنجازات مستحقة

أشار الماجد إلى ما تحقق من إنجازات خلال العام الماضي، ومن بينها نجاح بنك بوبيان إقليميا وعالميا في تغطية الاكتتاب في أول إصدار صكوك أولية غير مضمونة تحت مظلة برنامج الصكوك بمجموع طلبات يناهز 4.6 مليارات دولار، أي أكثر من 6 أضعاف المبلغ المستهدف (750 مليون دولار) والتي تم إدراجها في بورصة أيرلندا. وخلال الربع الأول من العام الحالي، أعلن «بوبيان» استحواذه على أسهم إضافية في بنك لندن والشرق الأوسط تمثل 45.25 بالمئة تقريبا، ليصبح الإجمالي بعد إضافة الأسهم المملوكة لمجموعة بنك بوبيان 71 بالمئة تقريباً من الأسهم العادية المصدرة لبنك لندن والشرق الأوسط.

وأكد أن «تعزيز نسبة ملكيتنا في بنك لندن والشرق الأوسط سيمكننا من تطوير أعماله ودفع النمو في كلا البنكين»، مشيرا إلى أنه بعد الانتهاء من الاستحواذ، يعتزم بنك بوبيان أن يستمر بنك لندن والشرق الأوسط في العمل كبنك مستقل ضمن مجموعة بنك بوبيان. وأشار الى انطلاق عمليات الحفر والبناء في المبنى الجديد للبنك الذي يتوقع أن يكون جاهزاً لاستقبال موظفي بوبيان خلال 4 سنوات إن شاء الله، حيث تم تصميم المبنى الذي يقع على مساحة 4 آلاف متر مربع ليكون أيقونة فنية مستوحاة من شعار البنك.