سياسة الرئيس جو بايدن الخارجية في عهدة بلينكن
الرئيس لا يمانع التعاون مع روسيا ويريد نهجاً متعدداً لمواجهة الصين
تمهيدا لعودة الولايات المتحدة إلى موقعها القيادي وإصلاح علاقتها مع حلفائها حول العالم، أقرت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ تثبيت تعيين الدبلوماسي المخضرم أنتوني بلينكن وزيرا للخارجية، في خطوة ساعدت لاحقا على تمرير ترشيحه من الرئيس جو بايدن بأغلبية الأعضاء أمس.وصوتت لجنة العلاقات الخارجية أمس الأول لمصلحة مرشح الرئيس جو بايدن للمنصب بواقع 15 صوتا مقابل ثلاثة، وذلك قبل فوزه المتوقع بسهولة بتأكيد مجلس الشيوخ المكون من 100 عضو ينقسمون مناصفة بين الديمقراطيين والجمهوريين.وصادق مجلس الشيوخ بأغلبيته أمس على تعيين جانيت يلين لمنصب وزيرة الخزانة، لتصبح أول امرأة تتولى المنصب الرفيع في الإدارة الأميركية.
ويسعى بلينكن إلى استغلال قربه الشديد في فتح مجال واسع لتأدية دور أكبر في تشكيل استراتيجية السياسة الخارجية لواشنطن، وإحياء الثقة فيها كشريك موثوق به، وهو مؤيد للتعاون متعدد الأطراف في إطار المنظمات الدولية، وتعزيز الديمقراطية في العالم، وقد انتقد انعزالية وأحادية إدارة الرئيس دونالد ترامب.وقبل تولي بلينكن مهامه رسميا، مهد بايدن له الأجواء بسلسلة اتصالات واسعة مع حلفائه، وفتح المجال أمام حوار مع الخصوم في روسيا وإيران، لكنه أبقى المجال مفتوحا لصراع كبير مع الصين، التي حذرت من «حرب باردة جديدة». وبعد مباحثات هاتفية مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والبريطاني بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أبلغ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في أول اتصال بينهما أمس الأول، رغبته في تعزيز العلاقات مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، وتنشيط التحالف عبر المحيط الأطلسي، بما في ذلك من خلال حلف شمال الأطلسي (ناتو).ورحبت ميركل بعودة بايدن إلى منظمة الصحة العالمية واتفاق المناخ، مؤكدة له استعداد ألمانيا للتعاون في مواجهة التحديات الدولية وقضايا أفغانستان وإيران والتجارة وتعزيز جهود مكافحة جائحة كورونا.إلى ذلك، اعتبر بايدن أن قلقه الكبير من قمع المعارض الروسي أليكسي نافالني وأنصاره وأعمال أخرى، لا يمنع من التعاون مع الكرملين في المصالح المتبادلة، مشددا على وجوب إعطاء الأولوية أيضا للمحادثات حول تمديد معاهدة «نيو ستارت» للحد من انتشار الأسلحة النووية.وأبدى أيضا استعداده لمناقشة القضايا الإشكالية، مثل الاختراق الكبير لشبكات الحكومة الأميركية، الذي ألقي باللوم فيه على روسيا، وإلى تقارير أفادت بأنها عرضت مكافآت على «طالبان» لقتل جنود أميركيين في أفغانستان، مؤكدا أنه لن يتردد في إثارة هذه القضايا مع موسكو بعد اطلاعه على تفاصيلها. وبعد أن اختار سلفه دونالد ترامب المواجهة المفتوحة والهجمات اللفظية، ينتظر أن تحدد إدارة بايدن سياستها في مواجهة تنامي الصين الاقتصادي والتكنولوجي. وقال البيت الأبيض أمس الأول إن الصين منافس قوي يهدد ازدهار الولايات المتحدة، مؤكدا أن واشنطن ستناقش مع حلفائها طريقة مواجهتها، في إشارة إلى بناء نهج تعددي بدل السياسات الأحادية للإدارة السابقة.ومع استمرار التوتر بين الصين وتايوان استعرضت الأخيرة قوتها الجوية ردا على مناورات أجرتها بكين في بحر الصين الجنوبي، خلال قيام حاملة الطائرات «تيودور روزفلت» بعمليات مماثلة في المياه المتنازع عليها.وفي مستهل المنتدى الاقتصادي العالمي، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة الوباء، محذرا من «حرب باردة جديدة»، وشدد على العمل المتعدد الأطراف، ومن دون أن يسمي الولايات المتحدة، دافع شي عن التعددية والعولمة، مثلما فعل أمام المنتدى قبل أربع سنوات، علما أن بلاده هي الوحيدة التي سجلت نموا بين كبرى اقتصادات العالم.