ساحرة برغم الشيخوخة...

مبهرة برغم القدم ومرور الزمن...

Ad

ثقافة...

وعلم ...

وكذلك جهل...

تخمة وسمنة...

جوع وحرمان...

فقر مدقع وثراء فاحش...

لا مكان للون أو جنس أو جنسية...

الكل ضائع... والكل يهتدي إلى الطريق الصحيح بسهولة...

منذ القدم وهي ثابتة لا تتحرك، والعالم يدور من حولها، وهي لا تبالي ماضية دون مواكب ودون بوصلة...

ما تراه فيها لا يراه الآخرون، وما يراه الآخرون ليس بالضرورة من اهتماماتك أو حتى لافت لنظرك.

غريبة... عجيبة، لا تجد بها من يتباهى بانتمائه، فهي مدينة بلا حاجز لغوي ولا حاجز عنصري ولا حاجز مادي إلى درجة أنها المدينة الوحيدة في العالم التي بالإمكان تسميتها بأم المدن وعاصمة العواصم، فهي عدة مدن وعدة جنسيات وعدة مشارب وعدة ألوان وعدة طبقات وعدة أديان وعدة سلوكيات...

أو كما قال الكاتب الإنجليزي صامويل جونسون: "ليس هناك مفكر يسأم ويود مغادرة لندن، فعندما تسأم من لندن فإنك بلاشك قد سئمت من الحياة".

هذا ما كانت عليه...

وأصبحت الآن مهجورة ومقفرة ولن تجد بها "نفاخ الضو"، ولن تجد من هو راضٍ عن الوضع أو من هو مستمتع أو قادر على ممارسة حياته اليومية التي تعود عليها...

هذا ما فعله فيروس كورونا بها، وجعلها كالعجوز الشمطاء تتوسل المارة رغم عدم وجودهم بسبب الحجر الدائم وبسبب الرعب من العدوى.

ابكوا معي على لندن عاصمة العواصم، والتي بسبب كورونا أصبحت قرية مهجورة في مجاهل إفريقيا...

واويلاه والله يستر.

د. ناجي سعود الزيد