أنقذوا خيطان!
منطقة خيطان التي يصح عليها تسمية "أبرق خيطان" ملحقةً بـ"خيطان الجنوبي- الجديدة"، قد تكنى في يومنا هذا بـ"آخر الجنود الصامدين" كناية عن كونها من المناطق القليلة، وعلى مستوى الدولة الآن، التي مازالت تحتفظ بذاك الطابع والمنظر العام الأصيل لمناطق الدولة، قبل أن تفسد المدنية كل شيء عمراني جميل. المهم الآن وصلب الموضوع هو حال هذه المنطقة التي تردت بشكل ملحوظ شيئاً فشيئاً مع تعاقب الحكومات الكويتية الواحدة تلو الأخرى من بعد الغزو العراقي الغاشم. ولا أعتقد اليوم أن حال "خيطان" تنصلح بمناشدة وزير أو حتى مسؤول إداري بالدولة، فالمنطقة تحتاج إلى فريق حكومي عابر للإدارات والوزارات بصلاحيات ممتدة، وعلى شاكلة "كونسولتو" طبي ماهر ليمارس فنونه الطبية، ويستأصل جراحياً البلاوي المتناثرة في المنطقة. الشوارع في خيطان تعكس حال شوارع الدولة بشكل عام، بل يزيد على ذاك الوصف بقليل، وخصوصاً تلك التي تكون بين البيوت وبعض القطع التجارية. التنظيم العام للمنطقة والاهتمام ببنيتها التحتية أصبح حلماً لقاطنيها لدرجة أن الحرس الوطني أيضاً نسي أن يأخذ مصداته وحواجزه وشيئاً من أسلاكه الشائكة الخاصة بالحظر الكلي إبان الحظر المناطقي المفروض على معظمها. فالمسألة كلها نسيان بنسيان والضحية طبعاً هم سكان خيطان الذين كتب عليهم رؤية أسلاك شائكة حتى بعد حظر بعض قطعها.
من ناحية الأمان فحوادث خيطان تملأ الصحف ولا حاجة لي أن أسردها وأسهب في شرحها، ولنا في حادثة قتل المواطن الخمسيني ليلة رأس السنة خير مثال. السبب ومن دون عنصرية أو تعنصر هو اختلال رمانة التركيبة السكانية كما هي حال البلد بأكمله، فقد أصبح من المعتاد رؤية العمالة بين البيوت ومن كل الجنسيات وفي أوقات مختلفة حتى في الليل. إن لم تكن تلك عمالة سائبة فلا أعلم ما هي إذاً!! هذا وبالطبع علاوة على سكان المنطقة من العزاب وبحثهم المستمر عن العمل، فمن تاجر بأرواحهم قد عرض أرواح العوائل للخطر كذلك بسبب تكدس تلك العمالة الباحثة عن لقمة عيشها. أمور أخرى تتسارع على يراعي لأصف حال خيطان أكثر وأكثر، والتي بدأ سكانها المواطنون بالانقراض ليصبح سلام بعضهم على الآخر متضمناً عبارات تسترجع أوقاتاً جميلة في مختلف أماكن خيطان. أخيراً لا أقول إلا، أنقذوا خيطان. على الهامش: رسالة إلى وزير الصحة: كما تعلم أن التطعيمات الشتوية تعطى على جرعتين للأطفال وعلى فترة زمنية تتراوح ما بين أربعة إلى خمسة أسابيع، ويبقى السؤال وموسم الشتاء شارف على الانتهاء الآن، لمَ لم تُعطَ الجرعة الثانية لعدد من أطفال المواطنين؟! هل نفاد الكمية هو السبب؟! للعلم لم يتوافر طعم الشتاء حتى في المستشفيات الخاصة.