لا إجابة- واضحة- تقطع عناء الأسئلة في هذا البلد، وما أكثر الأسئلة التي أخذتنا- مواطنين- من راحة البال إلى راحة اليأس... والغيبوبة: ثانياً: أنين سياسي، أنين اقتصادي، أنين اجتماعي.. وهناك من يبتسم، في ظل استراتيجية العيون المقفلة- والقلوب أيضاً- التي تسببت في أخذنا وبعثرة الكثير من آمالنا إلى مهب الريح، دون أي مبالاة أو اهتمام في مستقبل البلد.. مادام هناك من يراهن على استمرار غيبوبة الناس!
ثالثاً: لا أحد يكترث، وحتى السلطة التي تمثل الشعب (هل هي سلطة؟!) لم تعد تهتم بتطلعات الناس، بل إنها- وأعني الكثير ممن فيها- تسببت في إغلاق الكثير من الأحلام بالشمع الأحمر، بسبب صراعات- لم تنتهِ منذ سنوات- ولن تنتهي لأن صراع الكرسي، أهم من الوطن، حتى إن "جلسوا عليه" من خلال بطولات الوهم التي بنيت بالخطابات والمراوغة بالكلمات! متمنين لهم الجلوس على الكرسي الكهربائي! رابعاً: خطاب هنا، وآخر هناك، ومنصة الصراع التي أشغلت وانشغلت عن هم الوطن والمواطن، وكأنها منصة الصراع التي لن تبقي حجراً على حجر... وأن المواطنين الذين رقصوا مع الأمل سوف يرقصون مع اليأس طويلاً عندما يخرجون من عباءة الوهم، وهم يصرخون: أنزلوا المهرجين من "المنصة"! وما أكثر المنصات التي تتقيأ الخراب! خامساً: حكومة لم تشغلها يوماً التصريحات المفزعة (المترامية الأطراف) التي تحاصر المواطن كل يوم، ولم تكترث يوماً بهموم الناس، الناس الذين تكاثرت حولهم علامات الاستفهام حتى صدموا بعلامات التعجب! ولا ننسى ما ينتج من تصريحات وزراء وغيرهم، ممن يعلقون المواطن على الآمال الذابلة والوعود، ليأخذوه بعد ذلك إلى أقصى درجات البرد.. ثم يقدموا له الرماد! سادساً: الأخطر من ذلك هي الثعالب، ولغتها الممتدة عبر الشاشات والصفحات- دون أن ننتبه لعارها الفاخر- اللغة التي جعلت أصحابها يختالون، في مستنقعات الابتزاز، وبثيابهم المرصعة بالمال (المال الحرام طبعاً).. وهم يبتسمون ويرون المواطن يختال في اليأس، باحثين له عن يأس آخر... لتتبعهم بعد ذلك الضباع- وما أكثرها- التي امتهنت تنظيف أسنان الثعالب، لتبقى هي في مستنقع الفتات، وغيره. سابعاً: لا عجز هنا، لا عجز هناك، العجز فيكم، ولا ذنب للمواطن المغلوب- أو المقلوب- على أمره، فقد تعب وهو يحمل همومه على ظهر أحلامه، ويكتب يأسه على جدار الصمت... ولسنا بحاجة أن نسأل السادة في السلطات، إذا فقد المواطن أحلامه بسببكم وبسبب عجزكم، كيف يمكنه أن يعثر على قدميه، وكيف يمكن أن يستعيد خطواته الضائعة؟! أولاً: الغيبوبة طالت... متى نصحو؟!
مقالات
الغيبوبة!
28-01-2021