الفيلم القصير «طبيب الغلابة» الذي يوثِّق رحلة أشهر طبيب مصري، انطلق كفكرة في أعقاب وفاته باعتباره نموذجاً إيجابياً للعطاء الإنساني اللامحدود في المجتمع، ويجب أن يُحتذى به، في زمن يتصارع فيه الجميع من أجل المادة وجمع المال، من دون اكتراث بظروف المرضى الفقراء أو غير القادرين على قصد عيادة طبيب طلباً للعلاج.

مجموعة من الشباب الباحثين عن التميز، لم يجدوا أبرز من الدكتور محمد مشالي لإلقاء الضوء على سيرته ومسيرته كطبيب إنسان من خلال فيلم مدته 50 دقيقة فقط تلخص هذه الرحلة، وعلى الرغم من التكلفة المادية الكبيرة لإنتاج فيلم من هذا النوع، غامر هؤلاء الشباب وتمسكوا بحلمهم في تقديم هذه الشخصية على شريط سينمائي بأقل الإمكانات.

Ad

أحد هؤلاء الشباب الذين تواصلت معهم «الجريدة»، هو كاتب السيناريو والحوار، أمير السكري، الذي أوضح أن الفيلم بطولة عصام بدوي، وآمال عبدالعزيز، ويقوم بإخراجه محمد عبداللطيف الشهير بـ»محمد تيفا»، فيما تدور أحداثه حول قصة حياة الدكتور مشالي منذ مولده في مدينة «إيتاي البارود» بمحافظة البحيرة (شمال غربي القاهرة)، مروراً بتعليمه وعمله ثم زواجه وانتهاءً بوفاته في يوليو 2019، ويركز الفيلم على إبراز الأدوار الإنسانية المهمة التي لعبها الدكتور مشالي في حياته العملية كطبيب، ومواقفه العظيمة في خدمة البسطاء.

ومع اهتمام الصحافة ووسائل الإعلام المصرية بالحديث عن هذا الفيلم المرتقب إطلاقه خلال أيام، ظن كثيرون أن جهة إنتاجية كبرى تقف وراءه، لكن الحقيقة أن ذلك لم يكن صحيحاً على الإطلاق، فقد أكد السكري أنه ليست هناك جهة إنتاجية للفيلم، فالإنتاج ذاتي، حيث تعاون مع زملائه في فريق عمل لإنتاج هذا الشريط، آملاً خروجه إلى النور، وتحقيق الغاية الأساسية من ورائه، وهي تخليد سيرة هذا الطبيب كرمز للعطاء والعمل الإنساني ومساعدة البسطاء، لتكون قصته مصدر إلهام للجميع.

وقال السكري: «اخترنا الدكتور محمد مشالي تحديداً، نظراً لأعماله البارزة التي لا تقدر بثمن في خدمة الناس البسطاء، وتوجيه كل ما يملك من إمكانات ومشاعر فياضة تجاه خدمتهم، والتخفيف عنهم في ظل ظروفهم المادية الصعبة».

وأضاف: «أبرز الصعوبات التي واجهتنا في سبيل خروج هذا الفيلم إلى النور التكلفة الإنتاجية، لكننا بفضل الله أولاً، وبتعاوننا المثمر نجحنا في عبور هذه المشكلة».

قصة طبيب الغلابة يعرفها الملايين من المصريين والعرب الذين تعرفوا إليه قبيل وفاته بأشهر قليلة من خلال لقاءات تلفزيونية أجريت معه في عيادته البسيطة بإحدى القرى في ريف مصر، وتحول بعدها الرحل إلى «ترند» على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً مع رفضته أي مساعدات مالية من جهات وأشخاص، على الرغم من أنه بدا بسيطاً في مظهره، كما كانت عيادته متواضعة.

لكن الجديد الذي يقدمه هذا الفيلم هو إلقاء هالة من الضوء على حياته الخاصة وهواياته وظروف معيشته إلى جانب مواقفه الإنسانية، حيث تواصل فريق العمل مع أسرة وأقارب الطبيب الراحل للحصول على معلومات دقيقة عنه.

وسيتم عرض الفيلم على موقع «يوتيوب» وغيره من منصات التواصل الاجتماعي، حيث أكد صنّاعه أنه سيكون متاحاً للجميع، وأنهم لن ينافسوا به في أي من المهرجانات الفنية المتخصصة، مكتفين بإبراز رحلة «طبيب الغلابة»، الذي وهب نفسه لعلاج الفقراء والمحتاجين.

أحمد الجمَّال