أطلقت الباحثة والمؤرخة المختصة في شؤون المرأة الكويتية أبرار ملك كتابها الجديد بعنوان "لكل زمان نهضة وإنسان: مريم عبدالملك الصالح المبيض - أول معلمة في تاريخ دولة الكويت"، الذي جاء في 414 صفحة، متضمنا الكثير من الصور التي رصدت مسيرة وإنجازات أول معلمة كويتية الحافلة في حقل التعليم، وقامت برسم صورة الغلاف الفنانة التشكيلية منى الهزيم.

وقالت ملك، لـ"الجريدة"، إن "الكتاب عبارة عن مقابلتين وثائقيتين أجرتهما مع المبيض في مايو 2002 لمصلحة مجلة النهضة، وفي مارس 2012 لمصلحة مجلة البيان الصادرة عن رابطة الأدباء الكويتيين، وتمت إعادة الصياغة مجددا، إضافة إلى سرد بعض ذكرياتي معها، وما حدث معها وما تعلمته منها"، مضيفة أنها جمعت منذ سنوات عدة مصادر خاصة بالمربية الفاضلة، إضافة إلى استعانتها بالباحثين والمختصين لإثراء مادة الإصدار.

Ad

بداية المشوار

وعن سبب اتجاهها إلى كتابة السيرة الذاتية المتعلقة بالشخصيات، وخصوصا الشخصيات النسائية وبداية عملها في هذا المجال، أفادت ملك: "كانت بداية عملي الصحافي في نشرة الكويت 2001، عاصمة للثقافة العربية – الصادرة عن إدارة الثقافة والفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ثم عملت في مجلة النهضة، ودون تخطيط وجدت نفسي أجري مقابلات صحافية مع الشخصيات النسائية الكويتية، وكان مهم جدا أن أقوم بجمع المعلومات المتعلقة بالشخصية لأتثقف أكثر عنها، وأتمكن من وضع الأسئلة".

وبينت أنها وجدت قلة في السير النسائية، من خلال زياراتها للمكتبات والصحف والقطاعات الإعلامية، مشيرة إلى أن "الكثير من الشخصيات تستحق الاقتداء بها، كما أن غياب القدوة الصالحة يهدم المجتمع ووجودها يبنيه، لذا يجب إظهارها للنور، ونحن بذلك نحرص ونعمل على جمع جزء من التاريخ الكويتي، الذي لا تقع عملية بنائه على عاتق الرجل فحسب بل أيضا على عاتق المرأة، وهوية الأوطان تاريخها، لذا حرصت على السير في هذا المجال، إضافة إلى عملي واهتمامي بمجالات أخرى، ويستغرب البعض حينما يدرك ذلك".

توثيق

وأكدت ملك أهمية توثيق السير الذاتية للرواد في حياتهم، مبينة أنه ليس بالأمر الهين أبدا، بل هو عمل شاق ومضن جدا، يتطلب الكثير من الجهد والوقت والعزلة، وأمور عديدة أخرى أيضا، وكل ذلك أمام القيام على جمع وتنسيق وتنفيذ عمل يوثق سيرهم حفاظا على فصل من فصول تاريخ الوطن الغالي، وتقديمه للجيل الكويتي الذي لم يعش في تلك الحقبة التاريخية، فيتعلم من مسيرتهم وسيرتهم العطرة، فالوطن أمانة ولا يوجد أغلى منه، ومن أجل تقديم نماذج مشرفة لهم للاقتداء بهم، فمن المهم تسليط الضوء بشكل أكبر عليهم.

وترى أنه يجب أن تتم عملية توثيق السير الذاتية في الحياة الشخصية وليس بعد وفاتها، وذلك لأسباب عدة، أولها إسعاده وتكريمه، ولأخذ المعلومات منه والوثائق المطلوب نشرها، وربما يخص الكاتب بما لم يخص به صاحب قلم آخر كتب عنه بمعلومات، لذلك أفضل أن يصدر الكتاب في حياته إكراما له.

تاريخ المرأة الكويتية

وعن الصعوبات التي واجهتها في جمع المعلومات، ذكرت ملك: "في حقيقة الأمر امتلاكي مكتبة خاصة، أسعى دوما لتزويدها بمختلف المواد التاريخية والوثائقية المهمة المتعلقة بتاريخ المرأة الكويتية، سهل الكثير من الأمور الصعبة علي، إلى جانب علاقاتي بأصحاب المكتبات الخاصة والأدباء والباحثين والإعلاميين والناشطين السياسيين، وغيرهم، سهل علي الكثير من الأمور، وهذا لا يعني أنه لا توجد صعوبة في عملية البحث والتأكد من صدق المعلومة أو الوثيقة، ولله الحمد باتت مكتبتي الخاصة تخدم بعض الرائدات والباحثين، إضافة إلى مشاركتي في المعارض داخل الكويت".

مشاريع مستقبلية

وحول مشاريعها المستقبلية، قالت ملك: "سأستمر في كتابة السير الذاتية، لأنها أصبحت جزءا من حياتي وروتيني اليومي، وحتى أثري المكتبة المحلية بهذه الإصدارات، ومؤخرا تلقيت اتصالا من إحدى الرائدات الكويتيات قبل فترة بسيطة، أفصحت عن رغبتها الجادة في توثيق سيرتها ومسيرتها، وكلفتني بذلك، على أن نبدأ العمل قريبا بإذن الله"، مشيدة بإصداراتي المقدمة، وكانت في غاية السعادة بهذه النوعية من الكتب المتعلقة بالمرأة الكويتية.

فضة المعيلي