اتخذت التظاهرات التي شهدها عدد من المدن اللبنانية، خلال الأيام الماضية، بعداً سياسياً بعد دخول الأطراف السياسية في لبنان على الخط طارحة جملة من علامات الاستفهام، حول استغلال بعض الأطراف لهذه التحركات، لتوصيل رسائل في ظل الصراع الحاصل بين رئيس الجمهورية ميشال عون وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على خلفية تشكيل الحكومة.

واعتبر الحريري، في تصريح، أمس، أنه «قد تكون وراء التحركات في طرابلس جهات تريد توجيه رسائل سياسية، وقد يكون هناك من يستغل وجع الناس والضائقة المعيشية التي يعانيها الفقراء وذوو الدخل الحدود»، محذرا من «الاعتداء على الاملاك الخاصة والاسواق والمؤسسات الرسمية بحجة الاعتراض على قرار الاقفال».

Ad

ونبه الحريري «أهلنا في طرابلس وسائر المناطق من أي استغلال لأوضاعهم المعيشية».

أما رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب فقال، أمس، إن «هناك فرقا كبيرا بين الناس المحتاجين فعلًا، وبين الاستثمار السياسي بحاجاتهم وتشويه المطالب المحقة للناس».

وأضاف دياب: «ما رأيناه في اليومين الماضيين لا يشبه مطالب الناس، ولا يعبّر عن معاناتهم. ما رأيناه هو محاولة خطف مطالب الناس واستخدامها في معارك سياسية»، مشيراً إلى أنه «لا يجوز تخريب مدينة طرابلس من أجل توجيه رسائل سياسية منها».

وتابع: «غير مقبول أن تبقى طرابلس، أو أي منطقة من لبنان، صندوق بريد بالنار. لا يجوز قطع الطرقات على الناس، في سياق منطق التحدي بالسياسة. الحكومة لا تتشكّل ولا تتعطّل بالإطارات المشتعلة، وقطع الطرقات والاعتداء على مؤسسات الدولة، واستهداف قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني».

وقالت مصادر متابعة، امس، إنه «من الضرورة بمكان ما أن تواكب القوى المعارضة السخط الشعبي بمحاولة لتوحيد صفوفها لا لشيء إلا لتتمكن من تحقيق الخرق المطلوب»، لافتة إلى أن «رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يبدو كمن يلعب دور رأس الحربة في هذا السياق، وهو يكثف النداءات إلى تشكيل جبهة معارضة تضع الانتخابات النيابية المبكرة على رأس سلم أولوياتها».

ولم يمنع تشدد السلطات في تطبيق الإغلاق العام الذي يستمر حتى الثامن من فبراير المقبل من خروج المحتجين إلى الشارع مساء أمس الأول، وتحديدا في منطقة طرابلس، حيث توزعت مجموعات ضمت كلاً منها عشرات المحتجين في وسط المدينة، حاول بعضها اقتحام السرايا. واعتصمت مجموعة أخرى في ساحة النور القريبة، وسار آخرون في مسيرة جالت أمام منازل عدد من نواب المدينة. وأقدمت مجموعة على إضرام النار في سيارة تابعة لعنصر من قوى الأمن.

وألقى محتجون قنابل مولوتوف ومفرقعات نارية وحجارة على قوات الأمن والجيش التي لاحقتهم إلى الأحياء الداخلية، وردت لاحقاً بإطلاق قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي، وعملت على محاصرة المحتجين وتفريقهم، مما أدى إلى إصابة 31 عسكريّا بجروح مختلفة ورضوض وتوقيف خمسة أشخاص.

بيروت - الجريدة