شوشرة: المسرح
مواقف متعددة تتجلى وسط أمواج متلاطمة وأمام زحمة القضايا وتبادل العديد من الأدوار، التي يتصدرها بعض الطفيليين ممن يعيشون ويقتاتون على الأزمات ليجدوا مصدراً يدر عليهم الأموال لعلهم يصبحون من ذوي الشأن أو القرار أو غيرها من المسميات التي لم يعرفوها طوال حياتهم، فهم مجرد أدوات يتم استخدامها في وقت معين وفي مسرح محدد ودور رسمه لهم مخرج الأزمات الذي يمتاز باختياراته لكومبارس ديدنهم الكسب غير المشروع. ورغم أنهم يغردون خارج السرب بكلمات عنوانها الوطنية التي انكشف زيفها في أول موقف، وغيرها من الأعمال التي تكشف عن حقيقة واقعهم ونشأتهم وأخلاقهم وأساليبهم المتلونة، فإن عملية تقسيم الأدوار أصبحت جزءا منهم، فهناك من يرتدي قناع الإصلاح، وآخر قناع المرتزقة، وآخر قناع المهرج، وهكذا من أجل تحقيق أكبر المكاسب من مختلف "الدفيعة الجادين" الذين يبحثون عن هؤلاء دائما ليكونوا أبواقا لهم في بعض المنابر.وفي العودة لتاريخ بعضهم تتبدى كيفية إدارة بعض الأمور وتمريرها، وكيف سعوا أن يكونوا ضمن المشهد السياسي الذي لا يفقهون فيه شيئا، ففي هذه الدوامة يظهر أيضا المعدن الأصيل لبعض المناضلين في حماية المكتسبات والدفاع عنها، ممن ليسوا من السياسيين ولا النجوم، هم أشخاص بسطاء يعبرون بكلمات قد تكون معدودة، لكنها تحمل أسمى معاني الحب والوفاء لهذا الوطن، فهؤلاء يجب الأخذ بأيديهم ودعمهم لا دعم أولئك المتكسبين أو الفاسدين أو المصفقين من أشباه الرجال.
قد تكون الآمال مخيبة حتى من بعض من كنا نعول عليهم ممن أصبح الكرسي لديهم أسمى وأكبر من أحاديثهم الإصلاحية، ولكن تبقى الحقيقة هي الباقية والتاريخ لن ينسى هذا التخاذل مهما حاولوا تجميل الصورة ومهما برروا أو دافعوا عن مواقفهم. ولكن في ختام كل جولة سينكشف المزيد والمزيد ممن يعتاشون على قضايا الوهم، وسيخرج آخرون في المقابل حبهم وإخلاصهم ووفاءهم لهذا الوطن بلا حدود وسيتصدون لمن يحاولون دس السم بالعسل.فاستمرار هذا السيناريو وهذا الفيلم بالأدوار نفسها أصبح مملا للمشاهد، لأن كل شيء أصبح مكشوفا، وعلى المخرج بذل المزيد من المجهود لصياغة نص آخر وإعادة ترتيب أدوار الكومبارس حتى يتجدد المسلسل بدراما أكثر إثراء وضحكا على الذقون.