وسط إجراءات أمنية مشددة، خرج فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية من الحجر الصحي في ووهان، أمس، استعدادا لبدء مهمة بالغة الحساسية يتابعها العالم، تتعلق بتتبُّع منشأ جائحة "كوفيد 19"، وذلك بعدما أكدت واشنطن في تحقيق أنها "ستقيّم مصداقية تقرير التحقيق عند انتهائه"، في تحذير رفضته الصين.

وغادر خبراء المنظمة الفندق، حيث أمضوا حجرا صحيا استمر أسبوعين، بحافلة كانت تنتظرهم عند مدخل الفندق إلى وجهة مجهولة في المدينة التي ظهر فيها الوباء في نهاية 2019 لبدء تحقيقهم الميداني.

Ad

وقد صدّت الصين حتى الآن الجهود الدولية لتتبّع منشأ الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 2.1 مليون شخص في العالم، ولم تسمح إلا أخيرا لفريق منظمة الصحة بالدخول إلى أراضيها، بعد إرجاء متكرر للزيارة.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أمس الأول: "من الضروري الوصول إلى جوهر الأمور للأيام الأولى من الوباء في الصين، وطالما دعمنا تحقيقا دوليا يجب أن يكون في رأينا واضحا ومعمقا، وسنقيّم مصداقية تقرير التحقيق عند انتهائه".

وكان الرئيس السابق دونالد ترامب قد أغضب الصين باتهامها بالاستجابة الفاشلة للظهور الأول للوباء في ووهان، وقاد الدعوات المطالبة بتحقيق مستقل. ورفضت بكين، أمس، تحذير ساكي.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان للصحافيين، إن بلاده تأمل في أن تتمكن الإدارة الأميركية الجديدة من "احترام الوقائع والعلم، واحترام العمل الشاق لفريق خبراء منظمة الصحة، والسماح لهم بالعمل بعيدا عن أي تدخّل سياسي".

وفي مكالمة هاتفية، أمس، ناقش رئيس لجنة الصحة الوطنية الصينية ما شياووي التعاون بشأن تعقب منشأ "كورونا" مع رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم.

في غضون ذلك، ومع تأكيد منظمة الصحة العالمية، أمس، أنه "من السابق لأوانه تخفيف القيود بشأن فيروس كورونا في أوروبا"، أعلنت منطقة مدريد أنها أوقفت التطعيم لأسبوعين على الأقل، بسبب التأخير في تسلّم الجرعات، في حين حذرت كاتالونيا من نفاد إمداداتها.

وتواجه العديد من دول الاتحاد الأوروبي حاليًا، على غرار إسبانيا، تأخيرا في تسليم لقاحات "فايزر" و"موديرنا"، وهما الوحيدان اللذان وافقت عليهما بروكسل حتى الآن.

وفي أعقاب محادثات بين الجانبين وصفت بأنها "بناءة"، أكد الاتحاد الأوروبي وشركة "أسترازينيكا" البريطانية للأدوية، أمس الأول، ضرورة العمل معا لحل أزمة النقص في إمدادات اللقاحات.

وحضّ الاتحاد الشركة على تزويده بالمزيد من الجرعات، بعدما أثارت "أسترازينيكا" غضب التكتل بقولها إنها لا تستطيع تقديم سوى جزء بسيط من الجرعات التي وعدت بها في الربع الأول من العام الحالي.

وانتقد الاتحاد الأوروبي بسبب بطء طرح التطعيمات.

وغردت مفوضة الصحة الأوروبية ستيلا كيرياكيدس قائلة إن الاتحاد الأوروبي يأسف "لاستمرار عدم الوضوح بشأن جدول التسليم". وقالت: "سنعمل مع الشركة لإيجاد حلول وتقديم اللقاحات بسرعة لمواطني الاتحاد الأوروبي".

وقال ناطق باسم "أسترازينيكا" إن الشركة "التزمت بتعزيز التنسيق لرسم مسار مشترك لتسليم لقاحنا خلال الأشهر المقبلة".

وحدث تأخير أيضا في تسليم شحنات لقاح شركتي "فايزر" للاتحاد الأوروبي.

وفي سياق متصل، أعلنت البحرين، أمس، تسلّمها دفعة من لقاح "أوكسفورد" من إنتاج "معهد سيروم" الهندي للمصل واللقاح.

وشكر ولي العهد، رئيس الوزراء، البحريني سلمان بن حمد، على "تويتر" رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على "جهود التنسيق المشترك لتأمين تسلّم البحرين للقاح".

من ناحيتها، أعلنت شركتا "فايزر" و"بايونتيك" أمس، أن لقاحهما يحتفظ بالجزء الأكبر من فاعليته ضد الطفرتين الرئيسيتين للسلالتين البريطانية والجنوب إفريقية.

وأكدت الشركتان، في بيان، إن "فوارق طفيفة رصدت في اختبارات مقارنة الفيروس الأصلي والنسختين المتحورتين الجديدتين لن تؤدي على الأرجح إلى انخفاض يذكر في فعالية الفيروس".

وقال البيان إن "الاختبارات لم تدل على حاجة إلى لقاح جديد للتعامل مع المتغيرات الناشئة".

وبينما أكدت نيوزيلندا، أمس، تسجيل إصابتين جديدتين بالنسخة الجنوب إفريقية، وفي حين وصلت "السلالة البريطانية"، إلى جمهورية التشيك، ذكرت السلطات المكسيكية أنها سجلت 14 حالة سرقة لاسطوانات الأكسجين خلال هذا الشهر، وسط زيادة في الإصابات ونقص تلك الأسطوانات في السوق.

وفي واشنطن، قال آندي سلافيت، نائب منسق إدارة الرئيس جو بايدن للاستجابة الوبائية، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى 500 مليون جرعة لقاحات لتطعيم جميع الأشخاص ممن هم في سن الـ 16 وأكثر.

وأضاف سلافيت، في أول تصريحات له منذ تسلّم مجموعة عمل "كوفيد 19" بالإدارة الجديدة مهامها، إن ذلك التقدير قائم على أساس إعطاء جرعتين لكل شخص. وقال: "نحن لا نعتمد على أشياء ليست موجودة اليوم"، إذ انه من المتوقع أن تظهر نتيجة لقاح "جونسون آند جونسون" بناء على جرعة واحدة خلال أيام. وإذا ما تم ترخيص هذا اللقاح فسيغيّر قواعد اللعبة.