لا جديد في اللقاء الصحافي لرئيس الحكومة مع رؤساء التحرير، وإن كانت تلك خطوة مستحقة، إلّا أنها لم تخرج عن الكليشيهات المعتادة في الخطاب الحكومي، عبارات مثل لا مساس بجيب المواطن، وأن لدينا أزمة في الاقتصاد، ولا بدّ من الاقتراض أو تسييل الأصول، والحكومة عازمة على محاربة الفساد، كلها قضايا مللنا من سماعها في لقاءات المسؤولين، ويئسنا تماماً من قدرة السلطة على حلّ تلك الأزمات المستعصية من عقود طويلة، هي مثلاً لا تختلف عن وعود سلطوية سابقة لحل مشاكل قديمة، مثل التركيبة السكانية وتعهّد الحكومة بتعديلها ليشكّل المواطنون سبعين في المئة من السكان! أي حلم وأي وهم كانت تروج له السلطة؟!

الدولة بحاجة إلى أشخاص سلطة يملكون تصوراً واضحاً للمستقبل وتحدياته الخطيرة، لديهم القدرة على اتخاذ القرار الحاسم بصرف النظر عن تكلفته الشعبية مادام يتوخّى العدالة والمصلحة العامة، بمعنى أنه لا يراعي اعتبارات فلان وعلّان من جماعة السلطة والمحسوبين في جيبها.

Ad

تضحيات لا بدّ منها يجب تقديمها من الجميع دون استثناء، وحتى يستقيم العدل، على السلطة أن تشرع بنفسها وتقدّم نموذجاً يقتدي به الناس فيما بعد.

الإحساس بالعدالة والمساواة عند الجمهور سيعني استعدادهم لتقبّل مرارة الحلول. ابدأوا بأنفسكم يا حزب السلطة، وبغير ذلك لا مستقبل لهذا البلد.

حسن العيسى