الكويت استضافت أول مؤتمر للصحافيين العرب عام 1965
دار نقاش بين عدد من الزملاء والأصدقاء في رابطة الأدباء الكويتيين، وكنت حاضراً اللقاء، عن مكان انعقاد أول مؤتمر للصحافيين العرب، وأكدوا أنه كان في القاهرة لدور مصر الرائد في الصحافة العربية، في حين شطح آخرون، وقالوا نظن أنه عُقِد في بيروت لمنافسة اللبنانيين للصحافة المصرية وكبار أعلامها.راودني شك بين المكانين، ولهدف الوصول إلى الحقيقة لمعرفة مكان انعقاد المؤتمر الأول، شمرت عن ساعدي للبحث في أرشيفي التراثي الكويتي، فوجدت أن المؤتمر لم ينعقد في القاهرة ولا في بيروت، بل في الكويت!نعم... انعقد مؤتمر الصحافيين العرب الأول في ربوع الكويت خلال الفترة من 8 إلى 13 فبراير 1965، أي قبل خمسة وخمسين عاماً، وحضرت للكويت وفود إعلامية وصحافية عالية المستوى من كل الدول العربية، وكانت جلسة الافتتاح بقاعة السينما بثانوية الشويخ، إذ ألقى المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح كلمة، وكان وقتها ولياً للعهد ورئيساً لمجلس الوزراء، وبعد ذلك تشرف رؤساء الوفود بمقابلة المغفور له الشيخ عبدالله السالم، وأسدى لهم نصائحه القيمة، ومنها التأكيد على حرية الصحافة وأمانة الكلمة والمسؤولية بنقل الخبر الصادق، وتحدث عن دور الصحافة في خدمة المجتمع وإبراز قيمه الحضارية والإنسانية.
وبخصوص مؤتمر الصحافيين العرب الأول الذي انعقد في الكويت؛ حسناً فعلت الجهة المُنظمة أن جعلت البرنامج مقتصراً على الزيارات لمشاهدة معالم الكويت الحضارية، وحضور الحفلات الموسيقية والمسرحية، والغرض من ذلك تدوين انطباعات ومشاهدات الصحافيين عند عودتهم إلى أوطانهم، ولو كان البرنامج مقتصراً على الندوات والقضايا و"الفذلكات" السياسية لدب الخلاف وتعددت الآراء، واختلفت وجهات النظر بين المجتمعين، ولم تستفد الكويت من هذا المؤتمر. والشيء بالشيء يذكر ما نشاهده حالياً في العديد من المؤتمرات العربية المشابهة من خلافات. والخلاصة أن الكويت حققت نتائج طيبة في إبعاد المؤتمرين عن القضايا السياسية بفن وذكاء، وتسخير أقلامهم لإبراز مشاهداتهم الحضارية في صحافتهم عند عودتهم إلى بلادهم.