خسر لبنان، أمس، اسما طبع عميقاً في المشهد السياسي اللبناني سنوات طويلة، إذ فارق النائب ميشال المر الحياة عن عمر يناهز 90 عاماً، بعد إصابته بفيروس "كورونا" قبل أكثر من شهر.

وبرز دور "أبو الياس" (الاسم المحبب إلى قلبه) الأكبر خلال حقبة الوجود السوري في لبنان، وتحديداً منذ بداية التسعينيات وحتى 2005، وبات يعتبر الزعيم المسيحي الشعبي الأكثر نفوذاً وربما الوحيد مع وجود رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في السجن، والرئيس اللبناني الحالي ميشال عون في فرنسا وإقامة الرئيس السابق أمين الجميل في الخارج ساحباً البساط من تحت الزعامات المسيحية المارونية لمصلحة الروم الأرثوذكس.

Ad

زاوج بين السلطة والثروة، واعتمد على سياسة الخدمات ليتقرب من أبناء منطقة المتن وأبناء بلدته بتغرين حيث أطلق عليه مناصروه لقب "إمبراطور المتن".

ورحل المر بعدما خاض آخر معاركه السياسية والنيابية منفرداً في الانتخابات النيابية في المتن الشمالي عام 2018، واستطاع نيل حاصل انتخابي مكّنه من الفوز بأحد مقعدي الروم الأورثوذكس بعد افتراقه عن الرئيس الجمهورية ميشال عون.

عرف عن المر بأنه صانع الرؤساء. ولعب أدواراً بارزة الى جانب رؤساء جمهورية سابقين، مثل الياس الهراوي وإميل لحود وميشال سليمان وقبلهم الياس سركيس وبشير الجميّل. وكان المر قد ترأس كرئيس للسن جلسة انتخاب الرئيس نبيه بري في ولايته الحالية وهو تميّز بعلاقته وصداقته مع الأخير وشراكته مع حزب الطاشناق (أرمن).

اعتبر المر من أبرز المساهمين في توقيع الاتفاق الثلاثي في دمشق بتاريخ ديسمبر عام 1985، بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ، ورئيس حركة "أمل" آنذاك نبيه بري (رئيس مجلس النواب الحالي) والراحل إلياس حبيقة عن "القوات اللبنانية" وذلك برعاية سورية.

بدأ مشوراه النيابي بالترشح في انتخابات 1960 لكنه لم يفز إلا حتى دورة 1968 حين انتخب عن دائرة المتن ضمن لائحة الحلف الثلاثي. فاز في انتخابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2005 و2009. وخلال دورة 1992، ترأّس كتلة نيابية مكوّنة من 10 نوّاب، وفي دورة عامي 1996 و2000 ترأّس كتله من 7 نواب.

حمل طوال مشواره السياسي حقائب وزارية متعددة مع تولّيه منصبي نائب رئيس مجلس النواب والوزراء، ورئيس السن في مجلس النواب. لكنه احتفظ بالمدة الأطول في وزارة الداخلية التي ورّثها لابنه الياس المر.

الجريدة - بيروت