عقدت شركة "كامكو إنفست"، ندوة افتراضية ناقشت خلالها مفهوم إدارة مخاطر أسواق رأس المال بغية تحقيق النمو على المدى الطويل، علاوة على أهم الخطوات التي يجب على المستثمر اعتمادها كما ينصح بها خبراء إدارة المحافظ الاستثمارية ممن لديهم سجل مهني حافل في إدارة محافظ عملائهم ويتشاركون معهم الأهداف ذاتها.

وأدار النقاش في الندوة فيصل العثمان رئيس إدارة الحلول الاستثمارية في "كامكو إنفست" بالتعاون مع سيدريك كوهلر رئيس قسم الاستشارات في شركة فوندانا "Fundana" ومقرها جنيف، والعاملة في مجال الاستثمارات البديلة وإدارة صناديق التحوط مع حجم أصول مدارة يبلغ حوالي 1.3 مليار دولار.

Ad

واستهل العثمان الندوة بتسليط الضوء على الأداء المميز الذي شهدته الأسواق المالية عام 2020 على الرغم من صعوبة البيئة الاقتصادية العالمية نتيجة تفشي جائحة كورونا، إذ تسبب انتشار الفيروس بتسجيل الناتج المحلي الإجمالي العالمي أعلى معدل تراجع ربع سنوي ونتج عنه ارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات لم نشهدها منذ الكساد الكبير.

وأكد أنه بغض النظر عن تلك الظروف، فمن الأهمية بمكان أن يواصل مديرو صناديق الاستثمار تقييم المشهد باستمرار، والعمل على تطوير استراتيجيات مبتكرة لاجتياز تلك الفترة المضطربة التي تمر بها الأسواق، وتطويعها للوصول إلى الأهداف الاستثمارية الخاصة بكل عميل.

وأوضح أن إدارة المخاطر مع التركيز على التنويع الملائم للحد من التقلبات العنيفة التي قد تشهدها مسارات السوق تعتبر من أهم الخطوات الناجحة لتحقيق عوائد إيجابية للعملاء، وفي إطار سعيهم لتحقيق تلك الأهداف، يركز مديرو الصناديق على فئات الأصول البديلة، وخصوصاً صناديق التحوط، ليتفوقوا في أدائهم خلال فترات التقلبات العنيفة، وبالتالي، تساهم تدابير الحد من المخاطر التي يلجأ إليها مديرو صناديق الاستثمار لتحقيق عوائد معدلة وفقاً لدرجة المخاطر على المدى الطويل بغض النظر عن ظروف السوق.

وأشار العثمان إلى أن عام 2020 أعاد إلى ذاكرة المستثمرين أن حماية رأس المال خلال فترة تراجع السوق يعتبر من اهم عناصر الأداء.

وأكد العثمان أن "كامكو إنفست" تهدف ليس فقط إلى تزويد عملائها بإمكانية الوصول إلى الفرص العالمية بل تحرص أيضاً على تقديم رؤى ثاقبة وقيمة لمساعدة العملاء على اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة فيما يتعلق بمحافظهم الاستثمارية.

وأشار إلى استضافة الشركة ندوتها القادمة بالتعاون مع شركة أم سفن للاستثمارات العقارية، وهي رائدة ومتخصصة في سوق العقارات في المملكة المتحدة وأوروبا، للتطرق إلى الفرص المتاحة والمخاطر التي قد تواجه المستثمرين، في حين تؤمن "كامكو إنفست" بأنه في طيات كل تحدٍّ تكمن الفرص، لذا تتهيأ الشركة لمواصلة توجيه وإرشاد عملائها لعبور التحديات المقبلة.

من ناحيته، قدم كوهلر رؤى قيّمة حول كيفية الاستفادة من إدارة فترات التراجع لتحقيق المستويات المستهدفة على المدى الطويل، والوصول إلى أفضل أداء للمحفظة الاستثمارية من خلال الحد من المخاطر، وكيف يمكن للمستثمرين اتخاذ قراراتهم الاستثمارية وسط بعض الأحداث الرئيسية المتوقعة عام 2021، وما الأدوات والاستراتيجيات ومستويات التعرض التي يجب على المستثمرين ترقبها أو أخذها في الاعتبار لتحقيق أهدافهم الاستثمارية.

وأكد كوهلر أن الاختيار الصحيح لمديري الاستثمارات في مجال تطبيق استراتيجيات التحوط يساهم في تعزيز توزيع الاستثمارات على الأسهم الدفاعية إذا ما استدعت الحاجة لذلك، فبإمكان هؤلاء المديرين تحقيق عوائد كتلك التي تحققها الأسهم ولكن بمستوى مخاطر أقل بكثير، في حين يساهم انخفاض تقلبات تلك النوعية من الاستثمارات في إتاحة الفرصة للمستثمرين للاحتفاظ بالاستثمار على المدى الطويل، وهو مطلب أساسي لبلوغ أعلى مستويات الأداء.

وأضاف أنه ليس من الصعب العثور على مديري صناديق التحوط، لكن إيجاد مديرين يمكنهم تحقيق أداء متميز خلال دورة الاستثمار يعتبر من الأمور الأكثر تعقيداً، وفي واقع الأمر، قد يصل الفارق بين أداء مديري صناديق التحوط ذوي الأداء المتميز والأداء المتواضع مستويات كبيرة إذ من المتوقع أن يحقق أحدهما نمواً بنسبة 20 في المئة، في حين يتكبد الآخر خسائر بنسبة 20 في المئة، لذلك تتطلب عملية اختيار مديري صناديق التحوط الخبرة والانضباط والوقت لإجراء تحليل معمق ومستفيض، وهو ما يمكن تحقيقه بصفة عامة بالتعاون مع مستشار مختص.

وأوضح أن المديرين الذين نجحوا في اجتياز عام 2020 بأداء جيد سيؤهلهم ذلك للحفاظ على مركز قوي جداً لمواصلة هذا النجاح في عام 2021، ويميل أصحاب الأداء المتفوق إلى معرفة متى يجب التركيز على الأساسيات الاقتصادية، ومتى يجب التركيز على إدارة المحافظ، فلديهم الخبرة لتحديد الوقت المناسب للمشاركة في انتعاش السوق والتوقيت المناسب لتجنب اللاعقلانية، كما أنهم قادرون على اقتناص الفرص المميزة خلال دورات السوق مثل الاستثمار في النمو مقابل القيمة عن طريق تحليل الأسهم آخذين في الاعتبار تداعيات الجائحة والاتجاهات المعاصرة "على سبيل المثال: "الوصول إلى كل شيء في أي مكان وفي أي وقت والاتجاهات الدورية مثل ارتفاع معدلات الفائدة نتيجة للتضخم".