بلدٌ لا قيمة فيه للوقت
الكويت تحتاج انتفاضة حقيقية تعيد بناءها وتصحح مسارها وتحدد مستقبلها، فالمشاكل معروفة، والحلول ممكنة، فما زلنا نملك الفرصة، وكل ما نحتاجه رغبة صادقة وقيادة قوية وحس بالمسؤولية لكل من يظن أن الكويت وشعبها في ذمته، ويعرف قيمة الوقت وثمنه العظيم في حياة الناس والأوطان، فمتى نفيق ونواجه الواقع؟
لا قيمة للوقت في الكويت، "بلادة" رهيبة تحيط بمسار الدولة ومستقبلها، الأيام والأسابيع والشهور والسنوات تضيع من عمر الوطن وأبنائه، ولا نجد من يستشعر خطورة هذا الأمر الكارثي، تضيع السنة كما يضيع عقد من الزمن، ولا يتم تصحيح مسار البلد الفوضوي في شتى المجالات السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية، تستمر المشاكل من حولنا بلا حلول، وتنشأ مشاكل جديدة أسوأ منها، ولا نتقدم خطوة للأمام لأن من يملكون الحلول أو من يفترض أن بيدهم ذلك لا يهمهم تطبيقها بقدر ما يهمهم إطالة أمد استفادتهم من هذه الأوضاع الكارثية والتي تهلك فيها سنوات الوطن وأعمار أبنائه.غير معقول ما تمر به الكويت من "بلادة قاتلة" توقف فيها الزمن عند إنجازات الماضي، ونعجز أن نحقق شيئاً ملموساً في حاضرنا، وننتظر المجهول في مستقبلنا بسبب الصراعات السياسية القاتلة وسوء الإدارة وضعف القرار وغياب المسؤولية الفعلية لتصحيح مسار الوطن واستدراك أحواله.الأمثلة أكثر من أن تحصر والقضايا أكبر من أن تذكر، وقد استمع الناس أثناء الحملات الانتخابية الأخيرة لكل هذه الكوارث بالتفصيل والأدلة: "في الاقتصاد والتعليم والإسكان والتركيبة السكانية والتوظيف وقضايا الشباب والأسرة والتجنيس والفساد بأنواعه وتطبيق القانون والعدالة الاجتماعية ومواضيع عديدة"، ومع هذا ما زالت السلطات المعنية بمواجهة هذا الواقع الأليم تكرر لعبة المقامرة السياسية القاتلة نفسها، بإضاعة وقت الوطن فلا مجلس أمة ينعقد، ولا حكومة قائمة تمارس أعمالها، ولا أحد يواجه مستقبل البلد، والضحية هو الشعب الكويتي الذي ينتظر بلا هدف.
الكويت تحتاج انتفاضة حقيقية تعيد بناءها وتصحح مسارها وتحدد مستقبلها، فالمشاكل- وإن كانت عظيمة- لكنها معروفة، والحلول- وإن كانت صعبة- لكنها ممكنة، والوقت- وإن تأخر- لكننا ما زلنا نملك الفرصة، كل ما نحتاجه فقط رغبة صادقة وقيادة قوية وحس بالمسؤولية لكل من يظن أن الكويت وشعبها في ذمته، ويعرف قيمة الوقت وثمنه العظيم في حياة الناس والأوطان، فمتى نفيق ونواجه الواقع؟ والله الموفق.