سارة شير: أسعى إلى تنويع قدراتي الفنية بكل جديد تشكيلياً
أعمالها تتناول مواضيع إنسانية عميقة بأسلوب واقعي يعكس المعاناة
تجنح الفنانة التشكيلية سارة شير إلى الغموض في رسم البورتريه رغبة في دفع المتلقي إلى البحث في تفاصيل اللوحة لفهمها جيداً.
تتميز أعمال الفنانة التشكيلية سارة شير باللغة التشكيلية المتجهة في مساراتها نحو مواضيع إنسانية، ذات عمق فلسفي واضح، وذلك بفضل ما تمتلكه ريشتها من مرونة، وقدرة على التعبير عن أفكارها، من خلال الإنسان وما تتضمنه هذه الرؤية من أبعاد حياتية متنوعة.وقالت شير إن «الإنسان كتلة من العواطف والمشاعر، ونرى تنوع الاتجاهات في كل فرد منا في اختيار الهواية لتفريغ تلك الشحنات، فبعضنا اتجه إلى الموسيقى والآخر اختار الرياضة وغيرها»، مضيفة أنها اختارت الفن التشكيلي لأنه جميل ويجمع الكثير من الأمور، منها تأمل الشخوص وتفاصيلهم، ومن ثم رسمهم بطريقة دقيقة، ودمج الألوان التي تدخل الفرح والسرور للنفس.وأشارت إلى أن حبها للفن بدأ منذ نعومة أظافرها إلى أن تدرجت فغدت موهبة، وحبها للرسم وجميع الفنون التشكيلية هو ما شجعها لتمضي قدما في هذا المجال الذي يرقى بروح الفنان وعقله ووجدانه.
وأفادت بأنها استخدمت عدة أساليب في الفن، لكنها وجدت نفسها أكثر قربا من الأسلوب الواقعي، «لأنه يعكس العالم الذي نعيش فيها ويبينه بصورته الحقيقية للمتلقي»، مضيفة أنها شاركت في العديد من المعارض المحلية حتى تكتسب الخبرة، إضافة إلى أنها تسعى دائما إلى تنويع قدراتها الفنية وتنميتها بكل جديد على الساحة التشكيلية.
حالات إنسانية
وتختار شير في معظم أعمالها الفنية المرأة لتكون عنوانا لها في رصد حالات إنسانية متناغمة مع الواقع، ومتفاعلة مع الحياة في مراحلها وتحولاتها، وبالتالي فإن الفنانة استخدمت البورتريه ليكون الأساس الذي من خلاله تستطيع أن تتواصل مع المشاعر الإنسانية، مثل المعاناة والألم والحزن التي تكون واضحة بشدة في ملامح الوجوه، ومن ثم فإن بورتريهاتها استخلصتها من فتيات صغيرات، ينظرن في الأفق البعيد بحثا عن الطمأنينة والسلام، وأن هناك مسحة حزن بادية على ملامحهن، قد تكون مجهولة المصدر إلا أنها موجودة، ويمكن قراءة تداعيتها عليها.وتسعى شير من خلال أعمالها إلى تأسيس مفاهيم فنية متطورة في مسألة التعاطي مع البورتريه، وذلك من خلال إضافة رؤى غامضة، تحتاج من المتلقي أن يتواصل مع عمقها من أجل فهمها، والوصول إلى محتواها الفني والإنساني.وتندرج أعمال شير ضمن المفاهيم التي تنحاز للواقع، ولكن في أسلوب تشكيلي متفاعل مع المشاعر والأحاسيس، وفي الوقت نفسه يسير في مسارات غامضة، تحتاج إلى الإدراك العميق من أجل الوصول إلى معانيها المقصودة، وفك طلاسمها، ومن ثم قراءة ما تتضمنه من ومضات إنسانية.