في خطوة مهمة تهدف لتطوير العلاقات وفتح صفحة جديدة تواكب ترتيبات البيت الخليجي بالمرحلة المقبلة، بعد «مصالحة العلا»، التي أنهت الخلاف بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، قام الأمين العام لمجلس التعاون نايف الحجرف بزيارة إلى العاصمة بغداد، شدد خلالها على أن «أمن واستقرار العراق وازدهاره مهم لدول المجلس».
الكاظمي
وأكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، للحجرف، ضرورة الإسراع بملف الربط الكهربائي ومتابعة الملف الاستثماري وتعهدات مؤتمر المانحين.وتسعى حكومة الكاظمي لتقليص اعتمادها على طهران في إنتاج الكهرباء. وقبل أسابيع قليلة قطعت طهران امدادات الغاز عن العراق، مما أدى الى انقطاعات في الكهرباء، مطالبة بغداد بدفع ديونها بالعملة الصعبة، وهو ما كانت حكومة الكاظمي تتجنبه خوفاً من العقوبات الأميركية. وقال مكتب رئاسة الوزراء، في بيان، إن الكاظمي أكد، خلال اللقاء، «سعي العراق لتمتين علاقاته مع دول مجلس التعاون، وإلى تحقيق التكامل مع دول المجلس بمختلف المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والتجارية، لاسيما أن تلك العلاقات لم تصل بعد إلى ما يتطلع له العراق»، مشددا على «ضرورة الإسراع بملف الربط الكهربائي وتعزيز التبادل التجاري».وأشار الكاظمي، بحسب البيان، إلى «ترحيب العراق ومباركته لجهود المصالحة الخليجية»، داعيا إلى «متابعة الملف الاستثماري وتعهدات مؤتمر المانحين الذي عقد في الكويت، لما لها من أثر في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والأمني في العراق، مما ينعكس على أمن المنطقة بشكل عام». من جانبه، أكد الحجرف «دعم المجلس للعراق في تحقيق أمنه واستقراره وسيادته، وهو ما تجسد في إعلان العُلا الصادر عن قمة دول المجلس الاخيرة»، مبيناً أن «ملف الربط الكهربائي وصل إلى مراحل متقدمة، وأن دول المجلس جادة في مواصلة عقد اللقاءات الثنائية من أجل المضي به قدما».مكافحة الإرهاب
وفي وقت سابق، قال الحجرف، خلال مؤتمر مشترك مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن «مجلس التعاون حريص على تعزيز وتوثيق العلاقات مع العراق». ولفت المسؤول الخليجي إلى أنه بحث مسألة الربط الكهربائي بين بغداد ودول مجلس التعاون ضمن الملفات، التي تم مناقشتها.وكشف عن لقاء قريب لرجال الأعمال والمستثمرين العراقيين والخليجيين لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الطرفين، مجددا دعم الخليج لـ «حرب العراق ضد الإرهاب».بدوره، قال وزير الخارجية العراقي إن «المباحثات مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، تركزت على ملف محاربة الإرهاب والفكر والتطرف».الحجرف وصالح
ولاحقاً، أكد الرئيس العراقي برهم صالح، خلال استقباله الحجرف، حرص بلاده على تطوير العلاقات مع دول الخليج في جميع المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للشعوب ويعزز فرص التقدم والبناء.ونقل بيان للرئاسة عن صالح قوله إن «التحديات التي تمر بها المنطقة، لاسيما الإرهاب والوضع الاقتصادي، تشكل تحديات مشتركة تستدعي تنسيق الجهود للتصدي لها».ودعا صالح إلى مواجهة الأزمات الاقتصادية عبر تعزيز فرص التنمية والازدهار الاقتصادي، لافتا إلى أن «العراق الآمن ذا السيادة والعلاقات الراسخة مع عمقه العربي وجواره الإسلامي يمثل مرتكزاً في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية بالمنطقة».وأشاد بما تم اتخاذه من خطوات بين العراق ودول مجلس التعاون في توقيع مذكرات تفاهم واتفاقات في مجال الاقتصاد والاستثمار، مما يؤدي إلى تعزيز العلاقات المشتركة.ورحب بنجاح اجتماع القمة الخليجية الأخير وتوقيع «بيان العلا» وتحقق المصالحة الخليجية، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه تعزيز مسيرة مجلس التعاون ودوره الحيوي وتأثيره الايجابي على الأمن والاستقرار في عموم المنطقة.وتأتي زيارة أمين عام مجلس التعاون، غير محددة المدة، والتي من المقرر أن يلتقي خلالها الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، لبحث الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة.ولايتي وبلاسخارت
في موازاة ذلك، بحث علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، مع المندوبة الخاصة للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في شؤون العراق جينين بلاسخارت، العلاقات الإيرانية العراقية، والانتخابات العراقية المقبلة.وخلال اللقاء، الذي عقد بطهران، أكد ولايتي، الذي تتهم بلاده بالتدخل في شؤون بغداد، عبر الفصائل العراقية المسلحة المرتبطة بها، بأن العلاقات بين إيران والعراق ستشهد المزيد من التطور، ووصفها بـ«العميقة والمتجذرة والأخوية». وتطرقت المباحثات إلى الانتخابات العراقية المرتقبة، حيث أشار ولايتي إلى أنها ستكون «مصيرية جداً للعراق»، معرباً عن استعداد بلاده لتقديم «أي دعم وتعاون مع البلد الصديق»، ومشدداً على ضرورة «عدم تدخل الأجانب والدول الاجنبية في شؤون العراق».من جهتها، أكدت المندوبة الأممية «على حفظ وحدة وسيادة العراق، وإجراء انتخابات حرة فيه»، معتبرة أن أوضاع العراق أصبحت الآن أفضل من الماضي، في إشارة على ما يبدو إلى انخفاض حدة التوتر بين طهران وواشنطن، بعد انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.ورأت بلاسخارت أن العراق يمتلك طاقات جيدة من النواحي الاقتصادية والثقافية والتاريخية بين دول المنطقة، مشددة على ضرورة أن تستثمر جميع هذه الطاقات لتوحيد الصفوف وإجراء الانتخابات المبكرة.وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات اقترحت تأجيل الانتخابات البرلمانية المبكرة وإجراءها في 16 من شهر أكتوبر المقبل.وتعد الانتخابات المبكرة أحد أبرز مطالب متظاهري «حراك تشرين»، الذي أطاح رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي المقرب من طهران. ويتهم البعض الكتل البرلمانية الكبرى التي تضم أحزاب سياسية شديدة الصلة بطهران بعدم الجدية في المضي بإجراء العملية الانتخابية واكتفائها بإبداء التأييد كلامياً فقط خشية تعرضها للخسارة في ظل الغضب الشعبي من تردي الأوضاع والفساد.ملاحقة «داعش»
إلى ذلك، أكدت خلية الإعلام الأمني العراقية، مساء أمس الأول، تدمير معسكر لتنظيم «داعش» الإرهابي في صحراء محافظة الأنبار، غربي البلاد. كما أوضحت الخلية أن قوة أمنية عثرت على 3 أوكار لـ«داعش» في سلسلة جبال الغرة الواقعة بمحافظة ديالى شرقي البلاد.