شعوب المنطقة تشكرك وصحبك للدور الذي قمتم به يوم تصديتم لمشروع اتفاقية الحكومة وشركات النفط، التي كانت تهدف إلى تقسيم النفط ما بين الدولة والشركات بنسبة 60 في المئة للأولى، 40 في المئة للثانية.لكنكم - وأنت على وجه التحديد - تمسكتم بحق الشعب كاملاً، ورفضتم تلك القسمة، وطالبتم بتأميم النفط حتى وإن تم ذلك على مراحل زمنية، على ألا تتجاوز خمس سنوات.
***ومما ذكره د. أحمد الخطيب في مذكراته عما قمتم به:"إن نجاح مجلس 1971 في الإنجازات غير العادية التي حققها شجّع النواب على تحقيق المزيد من الإنجازات المهمة للتصدي لاتفاقية المشاركة التي عُلم أن مجموعة شركات النفط قد وضعتها لمصلحتها"، وكان لك - أيها النيباري الشريف - الدور المهم بإفشال مخططات شركات النفط التي درجت على استنزاف مقدرات الشعوب، فكنت تقارع الحجة بالحجّة في كل ما يتعلق بشؤون النفط، لأنك على بيّنة بحرفيات هذا المُنتج منذ ما قبل حفره وحتى تسويقه.***وكنت في غاية الاحتراف التقني يوم قدمت ورقة استجوابك لوزير المالية والنفط بالمشاركة مع زميليك أحمد النفيسي، وسالم المرزوق، وكانت كالتالي:"- نظراً لأن احتياطي نفط الكويت كان محدوداً.- وعدم بناء كوادر بشرية من أبناء الكويت.- وعدم اتخاذ الخطوات اللازمة للحد من إحراق الكميات الهائلة في صناعة الغاز الذي يعتبر ثروة قومية. - وعدم اتخاذ الخطوات اللازمة لتطوير القطاع النفطي في صناعة التكرير. - وعدم اتخاذ الخطوات اللازمة لنزع عمليات تزويد البواخر بالوقود في موانئ الكويت... فإن قوانين الدولة - وأخص منها قوانين الضرائب - تفسر من قبل وزارة المالية في مصلحة الشركات".***بهذه الروح العلمية جعلت شعب الكويت يحتلّ مكان الصدارة بحصوله على حقه في خيراته، مما حفز أبناء المنطقة أن يسيروا على النهج نفسه، لتنعم المنطقة بالثراء، والرخاء، لأنها استثمرت خيراتها بعد أن كانت شركات النفط تبتز ثرواتها.***ما جئتُ عليه هو واحد من إنجازات مجلس كان يضم القطامي، والخطيب، والصقر، والمنيس، والجوعان، والتوحيد، والشريعان، والربعي، والنيباري، وغيرهم من الشرفاء، قبل أن تقتحم المجلس القبيلة، والطائفة، والأصوات المشتراة، والأصوات المنقولة، وذوو الفكر الظلامي، والأزلام، مما جعل مجالس العقود الماضية عبارة عن مهازل تلو المهازل، وما زال العرض مستمراً. فشكراً لمن جعلونا نفخر بتاريخ ديمقراطية هذا الوطن ممن كانوا أمثلة تُحتذى، وفي مقدمتهم عبدالله النيباري.
أخر كلام
شكراً عبدالله النيباري
02-02-2021