كشفت تسجيلات فيديو مسرَّب من اجتماع لمؤسس فيسبوك ورئيسه التنفيذي، مارك زوكربيرغ، ومديرين تنفيذيين آخرين، عن حماسهم للعمل مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، كما اعترفوا بأن لديهم «الكثير من النفوذ» الذي يريدون استغلاله من أجل ذلك.

شبكة Fox News الأمريكية قالت اليوم، إن منصة الأخبار اليمينية الشرسة Project Veritas حصلت على مكالمات جماعية افتراضية مسجَّلة من «مصدر داخلي» في «فيس بوك»، التي بدت أنها تلقي الضوء على مدى تأثير عملاق التكنولوجيا في ظل رئاسة بايدن.

Ad

ويقول زوكربيرغ في مقطع فيديو تجميعي لتصريحاته المُسجَّلة في 21 يناير «في يومه الأول، أصدر الرئيس بايدن بالفعل عدداً من الأوامر التنفيذية بشأن المجالات التي نهتم بها بشدة في الشركة».

كما أضاف مؤسس «فيس بوك» في التسجيل المسرب أنه يعتقد أنَّ هذه كانت جميعها خطوات مهمة وإيجابية، ويتطلع إلى الفرص حيث سيكون فيسبوك قادراً على العمل جنباً إلى جنب مع هذه الإدارة الجديدة لتحقيق بعض أولوياتها القصوى، بدءاً من الاستجابة لوباء «كورونا».

كما كشفت التسريبات عن اعتقاد مؤسس «فيس بوك» بتوفره على تأثير كبير يمكنه حتى من التدخل من أجل «تغيير مسار الأحداث» على حد قوله.

فيما أمكن سماع نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق نيك كليج، نائب رئيس الشؤون العالمية في «فيس بوك»، وهو يعترف بقادة العالم الذين عارضوا قرار الشركة بحظر حساب الرئيس السابق دونالد ترامب في أعقاب أحداث الشغب في مبنى الكابيتول هيل في 6 يناير.

وفقاً لكليج، يقول منتقدو «فيس بوك» إنَّ «هذا الحظر يُظهِر أنَّ الشركات الخاصة تمتلك قدراً كبيراً من النفوذ ويجب تأطير عمليات اتخاذ مثل هذه القرارات بقواعد مُتفَق عليها ديمقراطياً».

كما قال كليج «نحن نتفق مع ذلك، نتفق معه بالتأكيد».

ويمكن أن يوصل مارك هذا بوضوح جداً، ومن الناحية المثالية، لن نتخذ هذه القرارات بمفردنا، سنتخذ هذه القرارات بما يتماشى مع القواعد والمبادئ المتفق عليها ديمقراطياً، لكن حتى الوقت الحالي، هؤلاء المنتخبون ديمقراطياً، والقواعد المتفق عليها ديمقراطياً غير موجودين، لذا، لا يزال يتعين علينا اتخاذ مواقف على أرض الواقع».

بينما لم يرد «فيس بوك» فوراً على طلب للتعليق من شبكة Fox News، وألمح مؤسس Project Veritas، جيمس أوكيفي، خلال ظهوره في برنامج Hannity، مساء يوم الإثنين 1 فبراير، إلى أنَّ المزيد من التسريبات قادمة، بما في ذلك من The Wall Street Journal.

وهذه التسريبات تأتي بعد أيام من إعلان موقع فيسبوك رغبته في الابتعاد قدر الإمكان عن المعارك السياسية، للتركيز على التفاعلات «الإيجابية والمربحة»، رغم أن عام 2021 يبدو مشحوناً بتوترات مع السلطات وشركة «أبل».

إذ أعلن مؤسس «فيس بوك» مارك زوكربيرغ، الأربعاء 27 يناير الماضي، أن المنصة لن توصي بعد اليوم مستخدميها بالانضمام إلى مجموعات ناشطة أو سياسية، وهو إجراء تطبّقه في الولايات المتحدة منذ الخريف، لمحاولة تهدئة التفاعلات بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أُجريت في أجواء متوترة.

قال زوكربيرغ خلال عرضه النتائج المالية الفصلية لعملاق وسائل التواصل الاجتماعي، إن الهدف من هذا الإجراء هو «تهدئة الأمور وتثبيط النقاشات المثيرة للانقسام».

منذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة والاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016، تلطّخت صورة «فيس بوك» بسجالات وفضائح سياسية.

فيما تتهمه قطاعات كبيرة من المجتمع المدني بأنه يُستخدم كقاعدة لبعض الأشخاص والمنظمات التي تحرّض على العنف، من اضطهادات أقلية الروهينغا في بورما إلى جريمة قتل الأستاذ صامويل باتي بي فرنسا.

كما أعرب مؤسس فيسبوك عن أمله في أن يكون 2021، عاماً مناسباً «لابتكار طرق لخلق فرص اقتصادية وبناء مجتمعات ومساعدة الناس على الاستمتاع فحسب».

وفقاً للنتائج المالية للربع الرابع من العام الماضي، فقد حقّق عملاق التواصل الاجتماعي ومقرّه في كاليفورنيا، قرابة 86 مليار دولار من المبيعات خلال العام 2020، وبلغت قيمة أرباحه أكثر من 29 مليار دولار، بزيادة 58% عن العام 2019، وذلك على الرغم من النكسات العديدة التي تعرّض لها.