نائبة مصرية تقترح جمع أطفال الشوارع ووضعهم في معسكرات تدريبية

نشر في 02-02-2021 | 19:03
آخر تحديث 02-02-2021 | 19:03
النائبة آيات الحداد
النائبة آيات الحداد
أثارت عضوة بمجلس النواب المصري الجدل حول اقتراحها بجمع «أطفال الشوارع» في معسكرات تدريبية أو تجنيدهم، معتبرة أنهم «ثروة لم تستفد منها مصر حتى الآن».

وقالت النائبة آيات الحداد، أثناء جلسة بمجلس النواب في حضور وزيرة التضامن نيفين القباج، إن «أطفال الشوارع ثروة لم تستفد منهم مصر حتى الآن حيث نشاهد اليوم كيف يتمتع هؤلاء بقدرات جسمانية وقوة جسدية يجعلهم يتحملون البرد القارس في الشتاء».

وطفل الشارع هو الطفل المقيم إقامة كاملة في الشارع سواء طوال الوقت أو جزء منه، بحسب المسؤول الإعلامي عن برنامح كبار وأطفال بلا مأوى، بوزارة التضامن الاجتماعي، حازم الملاح.

وغالباً ما يتألف أطفال الشوارع من عدة أجيال تعيش بلا مأوى أو مسكن قد يسهل الاتصال بهم، ومعظمهم مستبعدون من سجلات الأحوال المدنية ما يجعل عملية توثيق بياناتهم مهمة صعبة.

وطالبت الحداد بإدماج أطفال الشوارع في المجتمع من خلال مساهمتهم في بناء الدولة وتقدمها كما فعل ما يطلق عليه بمؤسس الدولة المصرية الحديثة محمد علي.

وقالت الحداد «كان أطفال الشوارع بالنسبة لمحمد علي كارثة، حيث كان عددهم حوالي 300 ألف مشرد في شوارع مصر من الإسكندرية إلى أسوان، أدرك أن هؤلاء سيكونون السبب في انهيار الدولة المصرية العظمى التي يحلم بها، لكن محمد علي قرر اعتقالهم جميعاً ووضعهم في معسكر بالصحراء بالقرب من الكلية الحربية التي أنشأها في أسوان وظلوا بها ثلاث سنوات أو يزيد».

وأشارت الحداد إلى أن «محمد علي أحضر أعظم المدربين الفرنسيين في شتى المهن والحرف اليدوية ليدربوا هؤلاء المشردين، وبعد ثلاث سنوات تخرج لمصر أعظم الصناع المهرة يجيدون الحرف والصناعات ويجيدون اللغة الفرنسية والعربية استعان محمد علي بنوابغهم في بناء الدولة المصرية وأرسل الباقين كخبراء لدول أخرى مطلة على البحر المتوسط والتي تفتقر لتلك الحرف».

واقترحت النائبة أن «تساهم الدولة في ذلك بأن يتم نقل هؤلاء إلى معسكر ويتم تدريبهم بأن يقوم مثلاً ضباط الجيش المتقاعدين بتدريبهم وإن أمكن إلحاقهم بالجيش مما يجعلهم يؤدون خدمة للدولة، وتعليمهم مهن وحرف مما يعود بالفائدة على المجتمع وعليهم».

ويعيش تحت خط الفقر ما يقرب من ثلث سكان مصر البالغ عددهم 100 مليون نسمة.

وأشارت إلى أن الدولة بهذه الطريقة تقوم «بتخليص المجتمع من هؤلاء والتقليل من خطرهم على المجتمع وتقليل نسبة الإجرام»، واصفة إياهم بالقنبلة الموقوتة «ظاهرة أطفال الشوارع تفتح سلسلة من الجرائم لا نهاية لها، فهؤلاء يشكلون خطر على المجتمع ويعتبروا مصدر قلق ورعب للجميع».

أطفال بلا مأوى

لكن المسؤول الإعلامي عن برنامح كبار وأطفال بلا مأوى، بوزارة التضامن الاجتماعي، حازم الملاح، استنكر فكرة تجنيد أطفال الشوارع أو وضعهم في معسكرات وقال «هؤلاء أطفال وليسوا شباباً، سن التجنيد 18 سنة، ماذا نفعل عندما نجد طفلاً يبلغ من العمر 11 عاماً.. هل نرسله للتجنيد أيضاً»، مشيراً إلى أن التعامل مع هؤلاء الأطفال يجب أن يكون بالحسنى وعن طريق الإقناع.

وأطلقت مصر في عام 2016 برنامجاً وطنياً أطلقت عليه «أطفال بلا مأوى» يهدف إلى «إدماجهم في المجتمع» و«التخلي عن سلوك الشارع».

ويوجّه هذا البرنامج 17 وحدة متنقلة في جميع أنحاء البلاد لتلبية احتياجات أطفال الشوارع.

وقال الملاح «لدينا قاعدة بيانات بالأماكن التي يتواجد فيها أطفال الشوارع وتتحرك إليها فرقنا، حيث يشتمل كل فريق على أخصائي أجتماعي وأخصائي نفسي ومسعف ونتحدث معهم حول أسباب وجودهم في الشارع ونحاول إقناعه بالقدوم إلى مؤسسات ستوفر لهم الحماية والرعاية والإقامة الكاملة».

ويضيف «مينفعش آخدهم غصب عنهم لإن معنديش صلاحيات ضبطية قضائية بذلك».

وأشار إلى أن هناك خطة تأهيلية تعقد لهم داخل أماكن الرعاية من خلال مؤسسات تعليمية ومؤسسات أخرى تدربية مهنية وورش يتعلم فيها الأطفال مهن حرفية.

وأشار إلى أنه يتم البحث عما إذا كان الطفل لديه أسرة، والبحث عن أسباب لجوء الطفل إلى الشارع والهروب من أسرته، وبالتالي يتم تأهيل هذه الأسرة ومراعاة احتياجاتها.

وأضاف «أنقذنا حوالي 5500 طفل ما بين دمج داخل الأسرة ودمج داخل مؤسسات الرعاية منذ بداية العمل في البرنامج في 2017 وحتى نهاية 2020».

وزاد إغلاق المساجد والكنائس من جانب السلطات، كجزء من التدابير الاحترازية ضد «كوفيد-19»، من معاناة أطفال الشوارع حيث كانت توفر هذه المؤسسات ملاذاً ضرورياً للأطفال من ناحية النظافة الشخصية.

وكان قرار السلطات بإلغاء حظر التجول في أواخر يونيو، بمثابة متنفس لآلاف الأطفال اليائسين خصوصاً مع إعادة فتح المقاهي والمطاعم، حيث يمكنهم ممارسة أنشطتهم للحصول على المال سواء عبر التسول من الزبائن أو بيعهم الحلي والمناديل الورقية.

وأثار كلام النائبة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد ومعارض لمقترحها.

back to top