غداة تحذير وزير الخارجية الأميركي الجديد أنتوني بلينكن من أن طهران على وشك إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح ذري، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ليل الاثنين - الثلاثاء، اجتماعا مع عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين، لمناقشة الاستعداد لهجوم محتمل ضد طهران.

وأفادت قناة "كان" العبرية، الممولة من الحكومة، بأن نتنياهو ناقش في الاجتماع الذي ضم وزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، ومسؤولين في وزارتي الجيش والمالية، تحويل الأموال من القواعد الأمنية للطوارئ لمصلحة خطط عملياتية متوقعة ضد إيران، ودعا المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الى الانعقاد اليوم، لبحث "المستجدات المتعلقة بالشأن الإيراني".

Ad

وأشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن "الكابينيت" سيبحث "رفع طهران مستوى تخصيب اليورانيوم، والتحذير الأميركي بأنها ربما تكون على بعد أسابيع من امتلاك مواد لسلاح نووي إذا واصلت خرق تعهداتها الدولية، واحتمال عودة سريعة للإدارة الأميركية الجديدة للاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018، والتفجير في محيط السفارة الإسرائيلية بالهند، ومحاولات انتقامية إيرانية أخرى".

ويأتي تحرك نتنياهو بعد أيام من تصريح مثير أطلقه رئيس الأركان أفيف كوخافي، هاجم فيه رغبة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن في إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وكشف أنه أمر الجيش الإسرائيلي بإعداد خطة لهجوم محتمل لمنع الجمهورية الإسلامية من امتلاك قنبلة نووية هذا العام.

وتزامن ذلك مع تقارير أفادت بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أبدى موافقة واقتناعا بدخول إسرائيل إلى حلف دفاعي مع الولايات المتحدة، خلال مداولات سياسية - أمنية، خلافا للموقف التقليدي للجيش ولجهاز الأمن عموما، وبحسب تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" أمس، فإن موافقة كوخافي جاءت في أعقاب ضغوط مورست عليه من جانب نتنياهو.

يشار إلى أنه إلى جانب توثيق العلاقات الأمنية بين الدول الأعضاء في حلف دفاعي كهذا، فإنه يلزمها علنا الدفاع عن بعضها وتنسيق هجمات وخطوات عسكرية وأمنية أخرى، وتخشى الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن يتسبب الانضمام إلى الحلف في تقييد خطوات إسرائيل العسكرية المنفردة خاصة ضد النفوذ الإيراني في العراق وسورية وغيرهما.

وأشار مسؤولون أمنيون إلى أن التعاون مع الأميركيين جار بحجم كبير من دون حلف كهذا، وأن "أضرار الحلف تتفوق على فوائده".

ظريف والتطبيع

في غضون ذلك، هاجم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تطبيع عدد من الدول الإقليمية علاقاتها مع إسرائيل.

وفي مقابلة متلفزة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية قال ظريف: "أعتقد أن هذه الدول كانت لديها علاقات مع إسرائيل منذ سنوات عديدة إن لم يكن عقودا وكانت العلاقات سرية نوعا ما، وفي سبيل إهداء الرئيس ترامب منفعة ليلة الانتخابات قدموا له الخطوة كهدية".

وتابع: "لن يحصلوا على أي أمن من إسرائيل، يخاطرون بأمنهم عبر إحضار إسرائيل إلى المعادلة الأمنية الإقليمية"، مضيفا: "كنا واضحين حول نيتنا العيش بسلام مع جيراننا ومددنا يد الصداقة لجيراننا وللأسف رفضوا هذه اليد مرارا، على أمل مقاتلة إيران حتى آخر جندي أميركي، هذه الأمنية لم تتحقق في عهد ترامب ولن تتحقق أبدا".

النووي والخطوة الأولى

من جانب آخر، دعا وزير الخارجية الإيراني الاتحاد الأوروبي إلى التوسط بين بلاده والولايات المتحدة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم بين الدول الكبرى والجمهورية الإسلامية.

ورأى ظريف أنه "يمكن أن تكون هناك آلية إما لعودة متزامنة للبلدين إلى الاتفاق النووي، وإما تنسيق ما يمكن القيام به"، واقترح أن يحدد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "التدابير التي يجب أن تتخذها الولايات المتحدة وتلك التي يجب أن تتخذها إيران".

ويفتح اقتراح ظريف للمرة الأولى المجال أمام آلية "متزامنة"، على الرغم من تشديده على أن الأميركيين، الذين خرجوا من الاتفاق، يتعين عليهم أولا "أن يبدوا حسن نيتهم".

والحراك بشأن العودة الى الاتفاق النووي عالق عند نقطة من سيقوم بالخطوة الأولى، فواشنطن تطالب ايران بالعودة عن الخطوات التي تنتهك الاتفاق أولا، بينما تطالبها طهران برفع العقوبات أولا.

وقبل إدلاء الوزير الإيراني بتصريحه، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن "الاتحاد الأوروبي يحاول إيجاد السبل الكفيلة بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق وبعودة إيران إلى احترام التزاماتها بالكامل" مع قرب مهلة حددتها طهران في 20 الجاري، لتنفيذ خطوات كبيرة باتجاه رفع وتسريع تخصيب اليورانيوم ووقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقالت إدارة بايدن إنها تريد العودة الى الاتفاق النووي في حال تراجعت طهران عن انتهاكه، على أن يقود ذلك إلى مفاوضات حول اتفاق موسع يعالج هواجس حلفاء واشنطن في المنطقة وفي مقدمها برنامج طهران الباليستي وأنشطتها في دعم ميليشيات في عدة دول بالمنطقة.

سجال حول «طالبان»

إلى ذلك، دافع المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي عن استقبال بلاده وفدا سياسيا من حركة طالبان الأفغانية الإسلامية المتمردة، مؤكدا أن محادثات المسؤولين الإيرانيين مع الحركة "لا تعني على الإطلاق تجاهل الحكومة الأفغانية أو وجود علاقة خاصة مع طالبان"، المصنفة إرهابية، بالعديد من دول العالم بما في ذلك إيران والولايات المتحدة.

وأثار استقبال السلطات الإيرانية وفد الحركة غضب واستنكار مسؤولين ونشطاء وصحافيين إيرانيين وأفغان عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأعرب وزير الداخلية الأفغاني صديق صديقي عن رفضه زيارات وفود لـ"طالبان" دون إتمام عملية السلام في أفغانستان التي تستضيفها قطر.

الناقلة الكورية

في شأن منفصل، سمحت السلطات الإيرانية لطاقم سفينة كورية جنوبية، احتجزها "الحرس الثوري" في مياه الخليج، بالمغادرة أمس، ويأتي ذلك في وقت تكثف طهران تحركاتها للضغط على سيول بهدف الإفراج عن أموال مجمدة لديها بسبب العقوبات الأميركية.