حركة «طالبان» تهدد بمواصلة عملياتها ضد القوات الأميركية
في رد قوي على توجه إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن إعادة النظر في الاتفاق الموقع بينها وبين إدارة سلفه الجمهوري دونالد ترامب، هددت حركة «طالبان» الإسلامية المتشددة بمواصلة القتال ضد القوات الأميركية في حال عدم التزامها بالاتفاق القاضي بانسحابها من أفغانستان بحلول منتصف 2021. وبعد وصول وفد الهيئة السياسية للحركة برئاسة كبير مفاوضيها الملا عبدالغني بارادار لإيران بدعوة من وزارة الخارجية، قال عضو فريق «طالبان» محمد سهيل شاهين، في مؤتمر صحافي أمس الأول، إن «بقاء القوات سواء أميركية أم لحلف شمال الأطلسي بعد انقضاء 14 شهراً، يعني استمرار احتلال أفغانستان. وفي هذه الحال، سنكون مضطرين لمواصلة القتال والجهاد كما قاتلنا على مدى 20 عاماً»، مضيفاً: «إذا انسحبوا فسنلتزم أيضاً. وإن لم يلتزموا فسنقوم بمراجعة».
وشدد على أن اتفاق الحركة هو «مع الحكومة الأميركية أيا كان رئيسها، وإذا أرادت إعادة تقييمه يمكنها ذلك، لكنها ملزمة باحترامه». وحمّل شاهين حكومة كابول والجانب الأميركي مسؤولية تصاعد أعمال العنف. وقال: «بعد الاتفاق كنا ملزمين بعدم تبادل الهجمات. لكن للأسف، بعد ذلك بدأوا استهداف مجاهدينا ونحن دافعنا، وهذا كان رد فعل. ينسبون العنف إلينا، وهذا ليس صحيحا».وأعلنت إدارة بايدن أنها تعتزم إعادة النظر و»تقييم» مدى احترام «طالبان» للاتفاق الذي توصلت إليه إدارة ترامب بقطر في فبراير 2020 ولم تصادق عليه كابول ولم تشارك في مفاوضاته، وينص على الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية بحلول مايو 2021، مقابل ضمانات مبهمة، بينها إجراء حوار داخلي.وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 عسكري في أفغانستان، في تراجع ملحوظ عن عددها قبل نحو عام، والذي ناهز 13 ألف عنصر. ويعود هذا الوجود العسكري لعام 2001 مع الاجتياح الأميركي الذي أطاح بنظام «طالبان».وحضّ الرئيس أشرف غني واشنطن على التريث في سحب مزيد من القوات والضغط على «طالبان»، التي حملها مسؤولية عدم تحقيق تقدم في المفاوضات بينهما، والتي بدأت في سبتمبر، واستؤنفت مطلع الشهر الماضي في الدوحة. وتحاول كابول الحصول على وقف دائم لإطلاق النار وإبقاء نظام الحكم القائم. لكن «طالبان» رفضت تقديم تنازلات، في حين تشهد أفغانستان تصاعد العنف في كابول وولايات أخرى.