تعالوا نضحك
بعيداً عن المتكدسين في مضمار الإصلاح، وهم يمتطون صهوة الأحصنة الخشبية!تعالوا نضحك.عندما يقولون لنا إن لديهم "رؤية" فلا تعتقدوا أنها رؤية ناتجة عن عين ثاقبة، هي بالكاد تكون رؤية بعيني "الأعشى"- مع احترامنا الشديد له وغير الشديد لهم- فهم بلا بصر ولا بصيرة أيضاً، وبعيون مثقوبة!
فهم من النوع البشري الذي يرمي التصريحات التي لا تليق حتى بالهياكل العظمية.. مما يدفعنا الى أن نتحول إلى مستودعات ضاحكة، بسبب تصريحاتهم المضحكة!علينا أن ننسى تلك الوعود- وعود الأقراص المنومة- التي قدموها وهي تلبس الثوب الكوميدي المثير للسخرية... ننسى دون أن نبحث عن عذر للغبي عندما يحاول تسويق الغباء! غباء الوجوه التي بلغت حد الفضيحة، معتقدة أن بإمكانها السير في الخفاء، وهي تعيث في البلاد فساداً- وجوه وزراء، ومسؤولين، وسياسيين، وتجار، ونواب (أو نوائب)، وإعلاميين، وغيرهم- ويمكننا القول إن هذه القائمة يمكن وضعها تحت مسمى "عجائب البلاد السبعة".وجوه كأن من بينها من يريد أن يضع البلاد في مزاد علني: "على أونا.. على دوي.. على...". هذه الوجوه بأنواعها المتعددة هي أقل سوءا من ذلك الوجه الذي لا نحتاج أن نسأله: كم هو راتبك الشهري؟! من أجل ألا تصدمنا إجابته حين تكون: ما يكفي لقتل وطن!هذه ليست كوميديا سوداء، بل هي جزء من واقع نراه هنا وهناك، بين الحين والآخر، وربما حتى في أحلامنا التي تحاصرها الكوابيس، ونحن نحاول أن نجرها من أذنيها من أجل أن تتحقق! ومتناسين أن هناك من يضعون أحلامهم على ظهر الشياطين، وبطرق متعددة!، ولا غرابة في الأمر، فنحن في زمن الالتباس والقهر، زمن كلما "ارتفع" فيه سعر النفط "انخفض" سعر الإنسان!لا غرابة في ما يحدث، ولا تستغربوا إن تم فرش السجادة الحمراء أمام السيد الملتبس، الذي يترنح هبلاً، وكأنه حمّالة الحطب! لذا علينا أن نضحك، لأن الضحك هو الباب الوحيد للخروج من المأساة! وما أكثر مآسينا!أما ما يتم تداوله ويثير الضحك مثلاً:• لماذا يحظى هذا النائب بالثراء؟ - لديه أعمال خاصة.• ما هي؟- يبيع أولئك الذين اشتروه.وعن حوار آخر بين اثنين من المسؤولين:• ذات يوم.. كسبت 100 ألف.- نعم.. وأنا صادفت أياماً بهذا السوء!إن كل حديث أو سخرية يتم تداولها هنا أو هناك، تجاه مسؤول، أو تصريح ما يثير الضحك، ما هو إلا تعبير وانعكاس وردّة فعل عما في داخل الناس، فهذه هي الطريقة التي يمكن من خلالها التعبير عن المآسي، لذا إذا صادفت نائباً متواطئاً متخاذلاً، على سبيل المثال، ساهمت أنت في وصوله- أو مسؤولا- وسألوك: لماذا تغيرت ملامحك وشعرت بالضيق عندما شاهدته؟! فقل: تذكرت ذنوبي!"تعالوا نضحك"... حتى إن قال أحدهم إنه ضحكٌ كالبكاء!