بايدن يخفي فساد الصين وراء مقاربة «الصبر الاستراتيجي»
كان الرئيس جو بايدن جزءاً من المشكلة في واشنطن على مر نصف القرن الماضي، لكن يبدو أنه اكتشف الصين للتو!تعليقاً على مقاربة الرئيس تجاه البلد الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم حيث تنوي الحكومة الشيوعية تدمير الولايات المتحدة، أوضحت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، جين بساكي، بأسلوب حذر قبل أيام: "نحن نريد التعامل مع الوضع بدرجة من الصبر الاستراتيجي".لكن يكون "الصبر الاستراتيجي" مرادفاً دائماً لـ"عدم تحريك أي ساكن" أو "تجاهل المشكلة" أو "التظاهر بعدم وجود أي خلل على أمل أن تتلاشى المشكلة من تلقاء نفسها"، وغالباً ما تكون "الحاجة إلى تعلّم اللغة الصينية" نتيجة حتمية في المرحلة التي تلي تطبيق "الصبر الاستراتيجي".
في قاعة المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض، تابعت بساكي كلامها قائلة إن بايدن يحتاج إلى "إجراء مراجعات داخلية لعمل الوكالات المحلية"، ثم اعتذرت لأنها لم تشرب كمية كافية من القهوة لمساعدتها على التعبير بكل حماسة عن استراتيجية بايدن الخاملة التي تقضي باللجوء إلى "الصبر الاستراتيجي"، فقالت: "أعترف بأنني تعثرتُ في هذا الموضوع، وأظن أنني كنت أحتاج إلى كمية إضافية من القهوة قبل حضوري إلى هنا"، فيا له من موقف! من الواضح أن السنوات الأربع المقبلة ستكون طويلة جداً!ظن الكثيرون أن مواكبة إيقاع الرئيس ترامب الجنوني مهمة صعبة، لكن لنتخيل مدى صعوبة إبطاء مسارنا بما يكفي لمواكبة بطء تحركات بايدن.يسمّي الطيارون هذه الحالة "توقف المحرك"، فكيف تُقال هذه العبارة باللغة الصينية؟ وهل يمكن ترجمة عبارة "جو النعسان" إلى لغة الماندرين أيضاً؟في مطلق الأحوال، أصرّت بساكي على موقفها قائلة: "نريد أن نكثّف تواصلنا مع الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس لمناقشة مسار البلد في المرحلة المقبلة، والأهم من ذلك هو أننا نريد مناقشة هذه المسألة مع حلفائنا".هل كانت تعني هذا الكلام فعلاً؟ يزداد الوضع إرباكاً مع مرور كل يوم.يبدو أن استراتيجية بايدن تقضي إذاً بعدم تحريك أي ساكن، وتجاهل المشكلة القائمة، وشرب المزيد من القهوة، والتحاور مع الكونغرس، و"الأهم من ذلك" هو السماح للدول الأخرى بتحديد السياسة الأميركية بدل واشنطن. هذه المقاربة أغبى مما كنا نظن! لكن تكمن المشكلة الحقيقية في تزامن هذا السبات "الاستراتيجي" الذي توشك الولايات المتحدة على دخوله بقيادة بايدن وبساكي مع تقدّم الصين بلا رادع، وهذا الوضع ليس جديداً، إذ تتابع الصين تقدّمها منذ أن كان بايدن جزءاً من المشكلة الفعلية في واشنطن.لكن ما يثير الاستغراب هو أن بايدن لم يكن مجرّد جزء بسيط من المشكلة في مجال السياسة الخارجية، بل إنه المشكلة بحد ذاتها!اعتُبِر بايدن في معظم مراحل مسيرته أعظم خبير عرفته واشنطن في السياسة الخارجية، وتحمل كل حرب أو كل كارثة في السياسة الخارجية أو كل إخفاق عالمي في آخر خمسين سنة بصمة بايدن بطريقة معينة، وبعيداً عن مجاملة بايدن، يبدو الواقع أسوأ بكثير.في الحقيقة، لم يكتشف بايدن الصين للتو، فقد سبق أن أخبره ابنه هانتر بكل ما يجب أن يعرفه عنها، فأبلغه بأن الصينيين يملكون أموالاً نقدية طائلة ويتوقون إلى إنفاقها على الأميركيين، أو بالأحرى على الفريق الأميركي المناسب الذي يطلق مواقف صائبة ويستعمل مفاهيم مثل "الصبر الاستراتيجي".لكن سبق أن أغدق الشيوعيون الصينيون بالمال على عائلة بايدن وحصلوا على استثمارات هائلة في المقابل، فعمد بايدن، بقرار بسيط منه، إلى إضعاف استقلالية قطاع الطاقة في الولايات المتحدة وانضمّ مجدداً إلى اتفاق باريس للمناخ الذي يضع واشنطن في مكانة أضعف من غيرها على مستوى الطاقة والاقتصاد، لا سيما عند مقارنتها بالصين.قبل أيام، حذر الرئيس الشيوعي الصيني شي جين بينغ من "العزلة المتغطرسة"، فقال: "لنتكاتف جميعاً كي تنير التعددية طريقنا تمهيداً لبناء مجتمع يكون فيه مصير البشرية مشتركاً".بعد ساعات على ذلك التصريح، وقفت بساكي على منصة البيت الأبيض وراحت تكرر دعوات الدكتاتور الشيوعي إلى تبني مفهوم "الصبر الاستراتيجي" وذكرت السخافات نفسها حول مراجعة عمل الوكالات المحلية وسياسة التعاون الدولي، فمن الأفضل أن تشرب قهوتها قبل أن تدلي بهذه التصريحات مجدداً.