أطلقت الروائية إيمان العنزي مجموعة متميزة من الروايات، منها: «وحشت الدار»، «خمس ليال»، و«آيبون»، إضافة إلى كتاب في التحفيز الذاتي بعنوان «فلسفة النجاح».

وبجانب مشوارها الروائي اهتمت بتقديم دورات تحفيزية متنوعة مختصة بالتحفيز الذاتي على فئات مختلفة، أشهرها «حفز طموحك».

Ad

في البداية، تحدثت العنزي عن الرواية الواقعية، وقالت: «لنكن موضوعيين، لا توجد رواية واقعية بشكل كامل، فلابد أن تتخللها بعض التغيرات لتصبح منطقية، وفي مثل هذه الحالة يجب حضور الخيال في بعض مواقع الرواية، حتى إننا نجد في بعض الروايات المستوحاة من التاريخ طابعا دراميا، والخيال يتوجب حضوره باستحداث شخصيات خيالية، لعمل ربط مقنع ومنطقي بين الأحداث، ولتوصيل الفكرة بشكل أسهل للقارئ».

وأضافت: «نحن نسلط الضوء على قضايا واقعية، لكننا نستعين ببعض الغموض والخيال، وإن كان بنسبة طفيفة، والسبب هو أن المجتمع متعطش لمن يتحدث عن قضاياه ومشاكله، فيبحث عن متنفس حقيقي يحاول تطييب جراحه، ويريد الفرد أن يجد من يشعر بمشاعره، ويشاركه، وينقل معاناته وتقلباته النفسية وطريقة تفكيره، وحتى أسلوب حياته، فأنا أجد أن القارئ يبحث عن ذاته بين أسطر الروايات».

السوشيال ميديا

وعن رأيها في السوشيال ميديا، وتناولها في بعض الروايات، وهل لها تأثير على الكُتاب، ذكرت العنزي أنها تناولت السوشيال ميديا في روايتها «خمس ليال»، الصادرة عن دار دريم بوك عام 2017، «هي كانت ثاني إصداراتي، وأول رواياتي، سلطت الضوء على هذا الأمر عندما حضر فيروس إلكتروني، واجتاح الهواتف المتنقلة، حتى أصاب كل الأنظمة الإلكترونية، وصولا إلى أجهزة الدولة الحساسة، ما تسبب في قطع الكهرباء عن الدولة كاملة، وعادت الحياة لبداياتها، وكأننا في أول أيام اكتشاف النفط، ثم تدريجيا تعود الحياة إلى طبيعتها. ناقشت الكثير من الأمور النفسية والمجتمعية وكثرة التذمر وعدم التقبل، وصولا إلى أهمية التغيير».

وعن أهمية السوشيال الميديا في حياتها ككتابة، قالت إن «هذه البرامج تقربني أكثر من معرفة آراء القراء والنقاد، وسرعة تغيّر ذائقة المتلقي، وتساعد على انتشار الكاتب»، مؤكدة أهميتها، لأن «حساباتنا الشخصية أصبحت اليوم شبيهة بما تناولت».

وتطرقت العنزي إلى القيم أو الفكرة التي تحملها وتؤمن بها ككتابة، وعلقت بهذا الصدد: «هي مجموعة من القيم، وليست قيمة يتيمة: الوطن ليس عملة يُباع ويُشترى بها، والمواطنة مبدأ، وليست سلعة للمتاجرة بها، القراءة من أساسيات الحياة».

من جانب آخر، قالت إن حضور المرأة في كتاباتها منصف، مؤكدة أنها لم تفضل أياً من الجنسين على الآخر، وأن كل ما قامت به هو تسليط الضوء على قضايا تهم الطرفين بشكل عام.

عادات في الكتابة

وعن عاداتها في الكتابة، قالت: «أنا كثيرة القراءة، وهي أكثر السبل التي تلهمني للكتابة، حيث تنتشلني من حالة حسرة الكاتب. أنا دقيقة في الملاحظة عموما، وأتعمد شدة التركيز، بحيث أتأمل المواقف، وفي الغالب أرى الحياة عموماً سبب إلهام لي».

وأعطت العنزي نماذج من كتابتها، موضحة: «في رواية (وحشت الدار) كانت الفكرة عن مواطن يقوم باستبدال جنسيته مع شخص آخر من بلد مختلف، لموقف حدث أمامي، فحضرتني فكرة كتابة الرواية، وفي بعض المرات وأثناء قيادتي للسيارة قد أستلهم موقفا ما، فاضطر للتوقف والانزواء في الشارع، حتى أدوِّن مشهدا أو خاطرة ما، ثم بعد ذلك أستأنف القيادة».

وتابعت: «في الآونة الأخيرة أصبحت أحضر الأمسيات الشعرية القديمة، والمناظرات الأدبية، لحصد الثروة اللغوية بشكل مختلف عن التلقين التعليمي، وفي الغالب تأتيني ببعض الإلهام الأدبي».

وأردفت: «أما في صومعتي الكتابية بمنزلي، فعادة أنعزل للكتابة. السفر بالنسبة لي يكون في آخر مرحلة، وقبل الإصدار، فيكون كتابي الذي كتبته رفيق سفري، وأكون أنا الناقد على هذا العمل بتجرد تام، مع إعطاء نفسي أحقية التعديل».

وكشفت العنزي أنها تحضِّر لعملين أحدهما يتم تدقيقه، والآخر ربما يرى النور في الأيام المقبلة.

فضة المعيلي