سعد الحريري ينال دعماً مصرياً لتشكيل حكومة مستقلة
إطلاق صواريخ على «مسيّرة» إسرائيلية... واستنفار ليلي في «الضاحية»
في الوقت الذي تبلغ التجاذبات حول تشكيل الحكومة اللبنانية ذروتها، وفي ظل انسداد الأفق السياسي الداخلي، يواصل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تحركه الخارجي الذي بدأه قبل أسابيع بزيارة تركيا والإمارات. وقام الحريري، أمس، بزيارة للقاهرة، حيث أجرى لقاءات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومسؤولين مصريين، الى جانب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط. وكشفت مصادر سياسية لـ "الجريدة"، أمس، أن "الحريري يحاول من خلال لقاءاته الدولية تصوير نفسه على أنه المنقذ للانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه لبنان، بعدما أصبح لبنان محاصراً عربياً ودولياً"، مشيرة إلى أن "الرئيس الحريري يحاول توفير غطاء سنّي وازن له يمكنه من تقوية موقفه في المفاوضات الحكومية الجارية في بيروت". وقالت إن "صورة زعيم سياسي لبناني يلتقي رؤساء دول كبرى في المنطقة يجعل من الصعب على القوى السياسية المناوئة له في الداخل تجاوزه وفرض الشروط عليه"، لافتة إلى أنه "يسعى ليكون صلة وصل لبنان بالمجتمعين العربي والدولي".
وفيما يشبه الدعم المصري للحريري، عبّر الرئيس السيسي خلال اللقاء عن تمنياته "للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، على نحو يلبي تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في تحقيق الأمن والاستقرار"، مشددا على "استعداد مصر لتقديم كل أوجه الدعم والمساعدات لتجاوز الأزمات التي يواجهها لبنان، ولا سيما التداعيات التي خلّفها كل من حادث انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا". وأكد الرئيس المصري حرص القاهرة على "الحفاظ على قدرة الدولة اللبنانية بالمقام الأول، وإخراج لبنان من الحالة التي يعانيها حاليًا، من خلال قيام جميع القادة اللبنانيين بإعلاء المصلحة الوطنية، وتسوية الخلافات، وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة، وصون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق، ووحدة نسيجه الوطني". موقف الرئيس السيسي لاقاه موقف أبوالغيط، الذي دعا، أمس، بعد لقائه الحريري إلى "تقديم المواءمات اللازمة لإنجاح الرئيس المكلف في تأليف حكومة من الاختصاصيين، تكون مهمتها إنقاذية في المقام الأول، وبما يُعبد الطريق أمام أصدقاء لبنان في المجتمعين العربي والدولي لتقديم الدعم الضروري لانتشال البلد من أزمته".من جانبه، أشاد الحريري "بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على كل الصعد، في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصةً على المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية، كما أشاد بالتجربة المصرية الراهنة المبنية على أولوية النجاح الاقتصادي والتنموي".وقال مساعد وزير الخارجية المصري السابق، السفير حسين هريدي لـ "الجريدة"، أمس، إن "استقبال الرئيس السيسي لرئيس الحكومة المكلف تضمنت عدة ملفات ورسائل، أولها تقديم الدعم المصري على كل الصُّعد للدولة اللبنانية، وثانيها تبادل وجهات النظر حول تأثر لبنان بالأوضاع الإقليمية الحالية والمتوقعة بعد تولي الرئيس الأميركي جو بايدن". وتابع هريدي: "الاستقبال رسالة واضحة بأن مصر تقف بجانب لبنان وتدعمه إلى آخر الخط، ولا يعني هذا أنه تدخّل في الشؤون الداخلية للبنان، أو أنه انحياز لمصلحة طرف أو شخص بعينه على حساب بقية الأطراف، بل هو في إطار السياسة المصرية القائمة على تقديم الدعم للبنان حكومة وشعبا".أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه تم إطلاق صواريخ على "مسيّرة" إسرائيلية فوق جنوب لبنان من دون إصابة الهدف. وقال المتحدث باسمه، أفيخاي أدرعي، أنه "خلال نشاط اعتيادي فوق لبنان أطلقت نيران مضادة للطيران باتجاه طائرة يتم التحكم بها عن بُعد دون ان تتم إصابتها، وواصلت الطائرة مهمتها كالمعتاد". ويأتي تطور أمس بعد ساعات من تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي، أمس الأول، فوق بيروت والضاحية الجنوبية، مما خلق موجة من الهلع لدى المواطنين القاطنين في هذه المناطق، مردّها احتمال حصول عملية عسكرية. وتردد أن الجيش اللبناني استنفر في الضاحية على أسطح الأبنية، في محاولة لقنص أي طائرة مسيّرة قد يرصدها في المنطقة.