حملة تطهير في «البنتاغون» من حلفاء الرئيس السابق دونالد ترامب
واشنطن قد تعيد النظر في استبعاد نشوب حرب نووية
علّقت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الأول، أنشطة 42 لجنة استشارية عيّن فيها الرئيس السابق دونالد ترامب العشرات من الموالين له، في الأيام الأخيرة من ولايته.وفي مذكرة إلى رؤساء الإدارات والقيادات، أعلن وزير الدفاع الجديد لويد أوستن أنه ستتم إعادة النظر في هذه اللجان المكلفة تقديم مشورة خارجية إلى «البنتاغون» في مختلف المجالات، لتحديد ما إذا كانت ستحقق «فوائد ملموسة».وبعد فترة وجيزة من انتخابات نوفمبر، طردت إدارة ترامب وزيري الخارجية السابقين هنري كيسنجر ومادلين أولبرايت من «مجلس سياسة الدفاع» (ديفنس بوليسي بورد) المكلف المساعدة في وضع الاستراتيجية الدفاعية الأميركية، والذي يقدم رأياً مستقلاً بشأن العقود الرئيسية التي تمنحها «البنتاغون».
وعيّن ترامب بدلاً منهماً البرلماني الجمهوري السابق نيوت غينغريتش الذي يُعتبر من «الصقور»، والجنرال السابق أنتوني تاتا، الذي أصبح معلّقا على قناة «فوكس نيوز» المحافظة، واشتهر بتغريداته المعادية للإسلام، كما عيّن أيضاً كوري ليفاندوفسكي وديفيد بوسي المسؤولين في حملته الانتخابية. الى ذلك، صادق مجلس الشيوخ، أمس الأول، على تعيين أليخاندرو مايوركاس (61 عاماً) المولود في كوبا، وزيراً للأمن الداخلي، ليصبح بذلك أول لاتيني وأول مهاجر يقود هذه الوزارة التي تشرف على قضايا الهجرة والحدود.وتزامنت الخطوة مع إبطال بايدن قرارات معادية للهجرة اتخذها سلفه ترامب. في غضون ذلك، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، أن بايدن سيزور وزارة الخارجية اليوم، ويلقي خطاباً حول السياسة الخارجية، ويوقّع على عدد من المراسيم في مجال السياسة الخارجية. وقد أجّل الخطاب الذي كان مقرراً الاثنين.وألقى بايدن، أمس الأول، تحيّة الوداع على رفات الشرطي براين سيكنيك، الذي قتل متأثراً بجروح أصيب بها خلال اقتحام أنصار ترامب مقرّ «الكونغرس» في 6 يناير.وفي لفتة تكريمية استثنائية، سجّي رماد براين في القاعة المستديرة لـ «الكابيتول»، ووقف بايدن أمامه، ثم أحنى رأسه احتراماً، واضعاً يمناه على صدره، وكذلك فعلت زوجته جيل.وفي تطور لافت، لم يستبعد رئيس القيادة الاستراتيجية الأدميرال تشارلز ريتشارد احتمال نشوب حرب نووية مع روسيا أو الصين، مشيراً إلى أن «البنتاغون» لم تنظر منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، في إمكان نشوب مواجهة عسكرية مباشرة مع قوة نووية، لكن الوضع تغيّر الآن.وقال ريتشارد، في مقالة لمجلة المعهد البحري الأميركي، «هناك احتمال حقيقي، بأن تتصاعد أزمة إقليمية مع روسيا أو الصين بسرعة، وتتحول إلى نزاع مع استخدام الأسلحة النووية، إذا اعتقدوا أنه في حالة الهزيمة باستخدام الأسلحة التقليدية، هناك تهديد للنظام السياسي القائم أو للدولة».واعتبر الأدميرال أنه من الخطأ استبعاد احتمال استخدام أعداء واشنطن المفترضين، للأسلحة النووية خلال ذلك، لافتا إلى أنه «في الوقت الذي ركزت وزارة الدفاع على مكافحة الإرهاب، باشرت روسيا والصين بتنفيذ سياسات عدوانية، مع تحدي المعايير الدولية بوسائل قوة لم نشهدها منذ ذروة الحرب الباردة».وشدد على أنه لا يجوز أن تبقى هذه التصرفات دون رد فعل من جانب واشنطن «لأن عدم الرد سيعزز اعتقادهم بأن الولايات المتحدة غير راغبة، أو غير قادرة على الرد، مما قد يزيد من استفزازهم».