لا نزال في ظل الجائحة بالرغم من مرور قرابة العام، والمرض ما زال نشيطا ومتحوراً في الكثير من دول العالم، وحتى لو وجد اللقاح فإننا نحتاح وقتا كبيرا كي تؤخذ هذه اللقاحات، التي يسعى العالم الكبير للحصول عليها بأقرب وقت، لإنقاذ البشرية من هذا الوباء.ولا ننسى طبعاً العقول الرافضة لفكرة تلقي اللقاح سواء كان عنادا أو جهلا أو خوفاً أو تشكيكا بالعلم والطب، فكل إنسان وطريقة تفكيره، فإن كان خوفا فالمرض مخيف أكثر، ويعتمد على عامل الحظ في قوة الإصابة أو خفتها أو موت الإنسان أحيانا، فاللقاح اختياري لكنه إجباري للسفر، والمحظوظ من لم يصب، لأن آثار كورونا تظل في الرئة أو الجسم فترة لا نعلمها، بل حتى تتلف أحياناً بسببها أعضاء أخرى في وقت لاحق.
وأود هنا أن أعلق على الناس الذين ما زالوا يقيمون المناسبات بأنواعها في منازلهم! وأماكنهم الخاصة، وبعدد يصل إلى مئات الأشخاص، مخالفين القوانين ومعرضين صحتهم وصحة الآخرين للخطر. أفهم أهمية الأعراس والمناسبات التقليدية والاستقبالات و(العزايم) كما يقال باللهجة الكويتية، لما لها من أهمية كبيرة في مجتمعنا كم نفتقدها بصراحة، إلا أن صحة الإنسان تبقى الأهم، فالتأجيل أو عدم الاحتفال هو الحل لهذه الأوقات الصعبة للمحافظة على الحياة واستقرار الوضع الصحي وعدم الضغط على الجهات الصحية. فالدولة منعت المناسبات في الفنادق وصالات الأفراح العامة، فلماذا هذا العناد غير المبرر الذي يكلف الإنسان صحته وحياته وحياة غيره؟ نعم رجعت الحياة نوعا ما، وأعادت فتح أكثر الأماكن العامة مع الاحترازات والتباعد ووضع القوانين، والكثير من البشر يرتادونها، أما مناسباتنا الاجتماعية فلن يتحقق فيها التباعد الاجتماعي الحقيقي أبداً. نحن العرب شعوب حميمية تحب التقارب والتعبير عن المشاعر والحب حتى في سلامنا وإلقاء التحية على بعضنا، فلا بد من الأحضان والتقبيل بيننا، نحن النساء بشكل خاص، حتى بين الرجال أحياناً، تعبيراً عن الود والفرح والمباركة في الأفراح وغيرها من المناسبات، وهنا تقع المصيبة وتنتقل العدوى وتحدث الكارثة.حفظكم الله وشفى مرضانا ومرضاكم، وحفظ الله الكويت وأميرنا وولي عهدنا، وكل من عاش على هذه الأرض الكريمة من كل شر.
مقالات - اضافات
من المناسبات إلى المستشفيات
05-02-2021