يا الله حسن الخاتمة
يروي أحد الرجال الصالحين من المملكة العربية السعودية الموقف التالي: رأيت في منامي أني ذاهب إلى العمرة فقررت الذهاب لأني منذ عدة سنوات لم أعتمر، الغريب في رؤياي أني سمعت اسم رجل في المنام لا أعرفه، وأن أطلب منه الذهاب معي إلى العمرة، واستيقظت من نومي وشربت كأسا من الماء ثم عدت للنوم لكن اسم الرجل مازال يتردد في منامي.في الصباح ذهبت أسأل عن الرجل وعلمت أنه يسكر في قرية مجاورة لقريتنا، ذهبت إلى القرية أبحث عن الرجل فوجدته جالسا على الأرض وشكله غريب وملابسه رثة ممزقة وشعر رأسه ولحيته طويل جدا، ورائحته كريهة من الخمر الذي يحتسيه.سلمت عليه وقلت له: لقد سمعت اسمك يتكرر في رؤياي بأن أصطحبك معي إلى العمرة قم الآن واغتسل وجهز نفسك للذهاب معي إلى العمرة.
وفي بيت الله الحرام وبعد فراغنا من العمرة والصلاة جماعة صلينا ركعتي السنة قبل ذهابنا إلى الفندق، وفي حين كان صاحبي ساجداً في الركعة الثانية أطال السجود فناديته باسمه فلم يرد عليّ، فقد قبض الله روحه وهو ساجد في صلاته في البيت الحرام.يقول الرجل الصالح أخبرت أهله بوفاته، فقرروا دفنه في مكة المكرمة. يقول الرجل الصالح: بعد انتهاء عدة الوفاة لزوجته ذهبت إليها أسألها ماذا كان يفعل زوجك في حياته؟ فقالت: كان يفعل الحرام ويرتكب الموبقات لكنه في كل ليلة يأتينا بطعام العشاء لنا ولجارتنا العجوز العمياء، فكانت العجوز جارتنا تدعو له بحسن الخاتمة، فاستحاب الله دعاءها وقبض روحه وهو ساجد في البيت الحرام.يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في الحديث الشريف التالي: "إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له بعمل أهل الجنة".في الحياة نشاهد نماذج من الناس منهم الملتزم وغير الملتزم، فيجب ألا نصدر أحكاما سريعة وقاسية على هؤلاء الناس غير الملتزمين بأن نقول إن الله لا يغفر لهم ذنوبهم بسبب ارتكابهم المعاصي، وإنهم من أهل النار، بل يجب أن ندعو لهم بالهداية والاستقامة وحسن الخاتمة، فرسولنا الكريم عليه الصلاة والتسليم يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". أسال الله العفو والعافية وحسن الخاتمة لي ولكم جميعا، فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.