شح الدواء فمن يداوي جرحنا؟
احتجت إلى قطرة العين التي نفدت خلال عام كامل، فقصدت مركز الخالدية للفحص والحصول على الوصفة المعتادة، فإذا بي أتسلم قطرة مختلفة عما اعتدت عليه، لم أسأل من أين استوردت لكثرة المراجعين، وقرع جرس الإنذار الذي أجبر أغلب الموجودين على الخروج من المبنى، ولدى عودتي قرأت اسم القطرة ومكان الصنع فإذا بها صناعة المملكة العربية السعودية، توجست خيفة ووسوس لي الشيطان، والعياذ بالله منه، أن لا ينبغي استخدام قطرة غير مألوفة لي، خصوصاً مع وجود حساسية واضحة في العينين.وبعد تردد بسبب الظروف الراهنة، وتعذر طلب القطرة المعتادة من مكان الصنع، تذكرت وصفها لي من طبيب العيون في أميركا، فتغلبت على ترددي وراسلت أحد الأصدقاء الأميركيين ليتكرم بطلب الوصفة من الطبيب وإرسال كمية من القطرة تغطي حاجتي للعام القادم، علما أن العلبة الواحدة منها تبقى مدة طويلة بحكم الكمية القليلة المطلوب استخدامها يوميا، وبما أن القطرة يمكن أن يبطل مفعولها بالتعرض للحرارة، فقد أوصيت الشخص أن يحرص على إرسالها في وعاء ثلج وأن تحفظ في مكان بارد في أثناء إرسالها بالبريد السريع.ونظراً للظروف الصحية الراهنة، فقد تعرضت لجفاف شديد في باطن القدم أفضى إلى ظهور جروح وشقوق كثيرة ومؤلمة مما حدا بي لمراجعة طبيب خاص في مشفى معروف، ليصف لي كريماً مرطباً للقدم، ولكن الكريم سبب آلاماً شديدة في عضلات الظهر والقدمين، وحين قرأت مكان الصنع وجدتها مصنوعة في المملكة العربية السعودية، فخاطبت الطبيب فوصف لي كريماً مخدراً يمزج مع كريم التدليك، ولكني لم أصرفه خشية تأثير المخدر السلبية، كما حمدت الله على عدم استخدام القطرة التي ربما سببت لي ما لا يحمد عقباه.
السؤال الآن بعد فتح سبل استيراد الأدوية من وكالات معروفة، واعتياد المرضى على استخدام أنواع منها مصنوعة من قبل تلك الوكالات: لماذا تصر وزارة الصحة على استيراد أدوية مغايرة لما اعتاد عليه المريض؟ وهل قامت بفحص تلك المستحضرات الطبية، تلك التي أثبتت وجود مؤثرات جانبية مضرة أو مؤلمة لمن يستخدمها؟ ولماذا يعامل الناس وكأنهم فئران تجارب وعليهم أن يتحملوا تقصير الوزارة في توفير الإمدادات الدوائية من مصادرها المعتادة؟ وهل أسهم الوباء في خلق حالة من عدم المبالاة والاستهانة بما يتعرض له المريض من أعراض لا تقل خطورة عن ذلك الداء اللعين؟!