الرياض لا تتعجل الحوار مع طهران وتطالبها بـ«الخطوة الأولى»

الإيرانيون انتظروا أفكاراً خليجية يحملها وزير خارجية العراق... وصدموا

نشر في 05-02-2021
آخر تحديث 05-02-2021 | 00:13
وزيرا خارجية إيران محمد جواد ظريف ووزير خارجية العراق فؤاد حسين  في طهران أمس الأول
وزيرا خارجية إيران محمد جواد ظريف ووزير خارجية العراق فؤاد حسين في طهران أمس الأول
في خطوة تشبه إلى حد بعيد موقف الإدارة الأميركية الديمقراطية الجديدة، بقيادة جو بايدن، والتي أظهرت أنها متأنية بشأن التفاوض مع إيران أو العودة إلى الاتفاق النووي، بدا أن السعودية هي الأخرى غير مستعجلة لـ "حوار من أجل الحوار" مع طهران، وأنها تطالب الإيرانيين بالقيام بـ"خطوة أولى" تظهر حسن نيتهم.

وكان مسؤولون إيرانيون تحدثوا أخيراً عن رغبة طهران في تسوية خلافاتها مع الرياض.

وأيد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دعوة قطرية لحوار خليجي-إقليمي، وأوفد نائبه عباس عراقجي إلى الكويت، طالباً منها إحياء وساطتها القديمة، التي أطلقها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، بين دول مجلس التعاون وإيران.

وبينما بدا أن الدعوة القطرية لم تلق حماسة خليجية، في حين لم تتخذ الكويت بعد أي خطة باتجاه إعادة إحياء مبادرتها، جاءت زيارة وفد خليجي إلى بغداد، لتطرح إمكانية وجود حراك على خط الحوار قد تساهم به بغداد، التي تحتفط بعلاقة مقبولة، وإن كانت صعبة، مع الطرفين.

وبعد ساعات من مغادرة الوفد الخليجي للعاصمة العراقية، زار وزير خارجية العراق فؤاد حسين طهران، في جولة غير مجدولة مسبقاً، الأمر الذي أثار تكهنات واسعة بأنه نقل أفكاراً خليجية إلى طهران.

لكن مصدراً إيرانياً شارك في بعض الاجتماعات، التي أجراها حسين في العاصمة الإيرانية، أكد لـ "الجريدة" أن الإيرانيين فوجئوا بأن حسين لم يحمل معه أي ردود أو عروض خليجية.

رغم ذلك، كشف المصدر أن الوزير العراقي نقل رسالة شفهية من رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي للمسؤولين الإيرانيين مضمونها أن العراق متمسك بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات، سواء بين واشنطن وطهران أو صراع المحاور الإقليمية، وهو وإن كان لا يملك القدرة على مقاومة كل هذه التجاذبات فإنه مستعد أن يكون وسيطاً لحل، وأن يستضيف اجتماعات علنية أو سرية بين إيران والسعودية، وأنه إذا كان لدى الإيرانيين أي رسائل للسعودية فإن الدبلوماسية العراقية مستعدة لنقلها للسعوديين.

وقال إن الوزير العراقي أبلغ الإيرانيين بأن هناك مشكلة عدم ثقة موجودة بين إيران والسعودية يجب حلها، قبل البحث في أي مفاوضات أو حوار بين الجانبين، وأن السعوديين يريدون من إيران أن تتخذ الخطوة الأولى، وأنهم يريدون أن تكون الخطوة عملية وبعيدة عن الشعارات، مقترحاً أن تكون البداية في خطوة إيرانية لحل الحرب اليمنية.

ولفت المصدر إلى أن الوزير العراقي شدد على أن هذه ليست رسالة خليجية مباشرة، لكنه استشفّها من تقديره للأمور بعد الحوارات الثنائية التي تقوم بها بغداد، سواء مع الرياض أو مع دول خليجية أخرى.

طهران - فرزاد قاسمي

back to top