أدميرالات البصرة: حوادث خور عبدالله جرس إنذار
«ينقصنا التنسيق مع الكويت... والصلاحيات الأميركية»
حذّر ضباط كبار في البحرية العراقية من تكرار الحوادث في خور عبدالله، المنطقة الملاحية المشتركة بين العراق والكويت، قائلين إن السطو على السفن واللغم البحري المعقّد وقَعا في مكان واحد وزمان متقارب، مما قد يعني اختباراً ناجحاً بالنسبة لجماعات مسلحة، سيشجعها على فعل المزيد، وإرباك حركة الملاحة في منطقة شمال الخليج، وتحمُّل تبعات سياسية وتجارية لم تكن في الحسبان.وحرص العراق وجواره الخليجي على تحقيق تقدم في المشاورات الهادفة إلى التعاون بشأن مستقبل الملاحة التجارية في المنطقة، وفي مجال الطاقة والاستثمار المشترك، لكن خور عبدالله شهد قبل نحو شهر حدثاً نادراً وهو إلصاق لغم بحري بسفينة كبيرة تعمل كخزان بترولي. واستغرق الأمر من العراق خمسة أيام لتفكيكه.كما شهدت المنطقة ذاتها السطو، قبل يومين، على سفينة متوسطة الحجم من مسلحين مجهولي الهوية، ورغم أن إدارة الموانئ حاولت التقليل من أهمية الحادث، فإن ضباطاً في البحرية العراقية قالوا إن هذا التكرار جرس إنذار قد يعني تحويل خور عبدالله إلى مكان تصفية حسابات، مثل المنطقة الخضراء في بغداد، والتي تتعرض لهجمات بصواريخ الكاتيوشا كلما تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.
ويذكر ضابط رفيع، لـ «الجريدة»، أن القرصنة في هذه المنطقة للبواخر العراقية أو الأجنبية ليست آخر ما سيحصل، بل إن من المستغرب أن حادثاً كهذا لم يحصل حتى الآن، إذ تفتقد مياه العراق الحد الأدنى من المعايير المطلوبة لتأمين الشواطئ التجارية.ويقول الضابط إن العراق لا يحكم السيطرة في المياه الإقليمية على مستوى البحر ولا الجو، كما تتراجع جهود القوات الأميركية التي كانت ناشطة هناك في السابق، وهناك فراغ لا يملؤه أحد، وتعلم السلطات أن الفصائل المسلحة الناشطة في المدن، أخذت في الآونة الأخيرة تجرب النشاط في البحر وشط العرب، لتهريب المخدرات أو لنقل بضائع من وإلى إيران، خرقاً للعقوبات الأميركية، ولاحقاً يمكنها تحويل خور عبدالله إلى ما يشبه المنطقة الخضراء في بغداد، مكاناً صالحاً للهجمات الصاروخية، بهدف التسويات السياسية.ويضيف أن بغداد بحاجة إلى التنسيق الأمني العالي مع الكويت، ونصب معدات رادارية كافية، وزوارق دورية أكثر، ومروحيات وطائرات مسيرة، لجعل المنطقة تحت الرقابة بمستوى أهميتها الدولية. ويعرب الضابط عن اعتقاده بأن القوات العراقية مشغولة بتحديات البر، وتتعامل مع الأمن البحري بنحو ثانوي.وتقول مصادر سياسية في البصرة إنه لا أحد يستطيع خرق الأمن في شواطئ العراق إلا الفصائل، التي تخرق الأمن علناً في العاصمة العراقية، حين تطلق الصواريخ على المنطقة الحكومية وتستهدف السفارات والمصالح الغربية.وتذكر مصادر في البحرية العراقية أن هذه القوة بحاجة إلى تنسيق أكبر مع الكويت واسترجاع صلاحيات من القوات الأميركية خسرتها منذ إطاحة نظام صدام حسين عام 2003، لتكون بمستوى التحدي الأمني الجديد في شواطئ البصرة.