بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، افتتح السفير الإيطالي لدى الكويت كارلو بالدوتشي قاعات «حيّز إيطاليا ـــ الكويت» في مبنى السفارة.

وأكد بالدوتشي خلال مؤتمر صحافي أمس الأول أنه «تمّ تخصيص هذه القاعات التي تمتد على مساحة 600 متر مربّع، كمبادرة لتعزيز العلاقات بين الشعبين الكويتي والإيطالي مع مراعاة احترام قواعد التباعد الاجتماعي بشكل دقيق، بسبب جائحة كورونا».

Ad

وأضاف أن «حيّز ستكون بانتظام منبراً للمبادرات التي تهدف إلى تنمية العلاقات، ولترجمة مبادرات التعاون الثقافي والتجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، كما ستعرض «حيّز» على مدار العام، ورش عمل وحوارات مستمرة بين البلدين».

وعبّر عن فخره «لهذا الانجاز الذي يشهد على العلاقات القديمة المتأصلة بين إيطاليا والكويت، والتي سنعمل على توطيدها وتطويرها في المستقبل». وتابع بالدوتشي: «ولا يسعنا أن نصل إلى هذه المرحلة من دون مساعدة أصدقائنا الكويتيين عموماً والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خصوصاً، الذي له باع طويل في هذا المجال».

وختم كلمته بالقول: «سأزور في المستقبل الأمين العام للمجلس الوطني كامل العبدالجليل، ليس لسؤاله عما يمكن للمجلس أن يقدّمه لنا، وإنما ما الذي بإمكاننا أن نقدّمه للمجلس في إطار العلاقات بين البلدين الصديقين».

بيت الحضارة

من ناحيته، شكر العبدالجليل، السفير بالوتشي على مشاعره الطيبة «التي أظهرت عمق العلاقة بين بلدينا من نافذة الثقافة، ومن بوابة المعرفة والفن الذي لإيطاليا تاريح عريق متجذّر بعمق التاريخ، لذلك، نحن اليوم في بيت التاريخ وبيت الحضارة وبيت الإنسانية».

وأضاف: «لدولة الكويت مع إيطاليا علاقات سياسية ودبلوماسية وثقافية متأصلة في عمق التاريخ، كما لنا مع إيطاليا تعاون في كثير من المجالات، وإن تحدّثنا في الجانب الثقافي الذي يخصّنا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فهناك الكثير من الأعمال والمشاريع والأنشطة التي قمنا بها مع الجهات المعنية في إيطاليا، ولمسنا استفادة كبيرة من هذه الأنشطة المتبادلة، وعلى سبيل المثال، قامت جامعة بيروجا بحملة كبيرة للتنقيب عن الآثار في جزيرة فيلكا، واستطاعت أن تستدل على الكثير من الآثار التاريخية المحفوظة حالياً في متحف الكويت الوطني».

وتابع العبدالجليل: «لدينا أيضاً مشروع قادم مع جامعة سابيينزا، إحدى أكبر وأعرق جامعات روما، وفيها متخصصون في التنقيب عن الآثار، وسيكون لهؤلاء النصيب في التنقيب في منطقة كاظمة الكويتية، ولولا جائحة كورونا، لكنّا وقّعنا الاتفاقية الموجودة حاليا في وزارة الخارجية. ومن المقرر أن يتم في مارس المقبل، التوقيع على اتفاقية التعاون والتفاهم والعمل المشترك مع جامعة سابيينزا».

وقال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب: «هناك تعاون سابق ناجح بين مكتبة إيطاليا الوطنية ومكتبة الكويت الوطنية، فقد صدّرنا مجموعة كبيرة من كتب تاريخ وتراث الكويت إلى إيطاليا، والعكس أيضاً تم، ولدينا كتب نادرة جداً عن الفاتيكان محفوظة في المكتبة الوطنية».

وفي ختام كلمته، شكر العبدالجليل السفير الإيطالي «على افتتاح هذا المركز الإيطالي ـــ الكويتي الذي سبق فيه كثير من السفارات، فهذه مبادرة متميزة تدل على حرصه واهتمامه بتوطيد العلاقات الثقافية والفنية والأدبية بين البلدين، كما أنها مركز إشعاع ثقافي وفكري ومعلوماتي مهم جدا لمن يريد أن يحصل على المعلومة ويتذوّق الفن ويشاهد الأفلام التاريخية والوثائقية، وسيكون لهذا المركز دور مهمّ في تنمية العلاقة الوثيقة بين البلدين».

معرضان فوتوغرافيان

بعد كلمتي بالدوتشي والعبدالجليل، تم افتتاح معرضين فوتوغرافيين: الأول بعنوان «الجمال العظيم» للمصوّر الإيطالي ريمو كاسيلي الذي قدّم صوراً ليلية رائعة لروما «المدينة الخالدة»، والمعرض الثاني بعنوان «المرتفعات والممرات والأقواس والمداخل والنوافذ» للمصوّر عثمان محمد إقبال، من مواليد الكويت الذي أدهش الحضور بتقنيته الاستثنائية التي أكسبته بالفعل شهرة دولية، من خلال جمال صوره التي تظهر أهمية التراث الكويتي، ذلك التراث الذي يربط الماضي بحاضر ومستقبل هذا البلد الرائع.

ربيع كلاس