أول العمود:
حكم محكمة التمييز القاضي بعدم أحقية الحكومة المطالبة بتحصيل أموال الدولة إذا مضى عليها خمس سنوات يُحفز على ضرورة ترك الإهمال الحكومي في تحصيلها بشكل دوري.***أكتب هذا المقال للشباب من الجنسين، والمراهقين أيضاً؟ ولمَ لا؟!والسبب فيما أراه من حال قطاع واسع منهم، وهي حال لا تسر حيث تسببت (الخدمات) المقدمة من الوالدين والعمالة المنزلية وسهولة الحصول على الأشياء المرغوبة بسبب الشبكات الإلكترونية والوفرة المادية لغالبية عددية واسعة في توفير وقت كبير من اليوم يعجزون عن استغلاله.كما تسبب التردي الإداري العام للدولة في نسيان هموم هذا القطاع الواسع الذي بدأت مظاهر السلوك فيه تجنح صوب العنف والقتل كما حدث مؤخراً.هنا أود أن أنقل تجربتي الخاصة في العيش في مجتمع يوفر كل فرص الترفيه واللهو البريء للشباب والمراهقين، ويمنحهم نوعاً من الأمان الاجتماعي، ويدعوهم للعمل اليدوي والتدريب عليه.أنا من مواليد عام 1964 ، وهذا يعني أن وعيي لما هو حولي بدأ في سبعينيات القرن الماضي وما تلاه حتى كارثة الغزو العراقي البغيض الذي غير وجه المجتمع وطرح أسئلة لم نجد لها جواباً إلى يومنا هذا.زمني كان يوفر التواصل بين شبان المنطقة السكنية التي أعيش، واللعب في "الفرجان" معاً، والذهاب للسينما بالباص وصرف ربع دينار لرحلة لسينما الأندلس أو الحمرا وغيرها مع وجبة خفيفة وتذكرة دخول، في زمني كان المعلم والشرطي والطبيب مهابين ومحترمين، وكان تلفزيون الكويت يقدم الترفيه والبرامج الحوارية الهادفة والناقدة، اجتماعية كانت وسياسية، كان التلفزيون جهاز توجيه وطني ممتاز، لا يظهر فيه من ليس لهم مهنة، ويشمل ذلك الإذاعة بالطبع.كان في مدارسنا التعليم جنباً إلى جنب مع المسرح والموسيقى والرحلات الكشفية للبر والعمل اليدوي كالنجارة والزراعة، وكانت هناك الأوبريتات الغنائية في حفلات وزارة التربية السنوية التي أصبحت محرمة الآن!كنا نعيش "حالة عامة" مدنية ورسمية تتعاون فيما بينها لتقديم خدمات الأمان الاجتماعي لشرائح عديدة من البشر في الكويت، ولا يفوتني هنا التذكير بالحفلات الغنائية الأسبوعية التي تقام في العطلات الصيفية في حدائق ومسارح الكويت المتعددة، وكان بطلها الراحل السيد صالح شهاب، رحمه الله، المسؤول الأشهر عن السياحة، والذي بذل من صحته الكثير لإسعاد الناس بكل هدوء وبلا صخب.أعلم أن أول نقد ستوجهونه لي بالقول: زمننا مختلف عن زمنك! وأجيب نعم هو مختلف، لكنكم لا تملكون اليوم فكرة "الحالة العامة" التي تُشعركم بوجود مؤسسات تحميكم وتحاكي مشاعركم ومتطلباتكم اليومية، الحالة العامة هي ما كنا نقوم به فرحين منذ أن نُصبح حتى ننام، أما أنتم فلا تملكون سوى السفر الذي أصبح وسيلة هروب وسياحة في آن.
مقالات
أيامي
07-02-2021