يضع المؤلف الدكتور محمد جاسم بن ناصر، في إصداره "معجم التعابير الاصطلاحية الكويتية المقارنة"، التعبير الاصطلاحي الكويتي، ثم يقدم المرادف له باللغتين العربية والإنكليزية، تلك التعابير لا يستقيم فهمها بمجرد فهم كلماتها الفردية وترجمتها، بل تحتاج إلى الغوص في مصادرها، بدءاً من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، مروراً بالأدب الجاهلي والأمثال والحكم، وصولاً إلى التراث الشعبي والأحداث التاريخية.
الدافع وراء الكتاب
ينظر المؤلف إلى اللهجة الكويتية كفرع من فروع اللغة العربية المعاصرة، أما الدافع وراء هذا الإصدار، الذي استغرق منه عمل ثماني سنوات، إلى جانب ممارسته للتدريس، فجاء لسببين: غياب "معجم التعابير الاصطلاحية في اللهجة الكويتية" بصورته النمطية عن رفوف المكتبة الوطنية، وطغيان معاجم المفردات والأمثال والتراث في الكويت على ما عداها.وجمع الإصدار الجديد بين دفتيه التعابير الاصطلاحية الشائعة والمتداولة في اللهجة الكويتية، وبالتالي يشكل لبنة جديدة في مجال "علم العبارات"، ويضم 920 عبارة اصطلاحية تم شرحها شرحا وافيا، وهو بالأساس موجه إلى المتحدث باللهجة الكويتية، وإلى المترجم وطالب العلم، والغرض منه كما أوضح د. محمد بن ناصر "تكوين حصيلة متصفح المعجم اللغوية وإثراؤها والكشف عن جوانب البلاغة" في هذه اللهجة.وغاية الكتاب، الذي أعد من أكاديمي متخصص قام بتصميم برنامج الدكتوراه في دراسات الترجمة بجامعة الكويت، هي إبراز "وفرة المجاز العربي في اللهجة الخليجية العامية، وربط جسور من التواصل بين اللهجة الكويتية واللغة الإنكليزية"، وتكمن أهميته في تناوله جانبا من جوانب اللغة لم تنل حقها من توثيق اللهجة الكويتية والتدوين الشامل لها، كما يتميز بتوفيره التعبير الاصطلاحي ومقابله في العربية الفصحى واللغة الإنكليزية.وعمل الأستاذ المحاضر في دراسات الترجمة وقسم اللغة الإنكليزية وآدابها بجامعة الكويت، وهو الحاصل على الدكتوراه بالترجمة من جامعة "درم" ببريطانيا عام 2010، على ترتيب المداخل المعجمية ترتيباً هجائياً، وذلك خدمة للقارئ وتسهيلاً له، حيث تضمنت معنى التعبير الاصطلاحي وما يقارنه في اللغة العربية ومثاله المتوائم مع السياق للمعنى والمتماشى مع دلالته ومعناه باللغة الإنكليزية.3 ملاحق وأمثلة
وأضاف الدكتور محمد قيمة أخرى للكتاب بعمل ملاحق لتاريخ تدوين اللهجة الكويتية، مشيدا ومقدرا من سبقه في توثيق اللهجة الكويتية، وهم عبدالعزيز الرشيد وأيوب حسين وأحمد البشر الرومي وغانم الشاهين الغانم وخالد الرشيد البداح وعادل عبدالمغني وعبدالله خلف التيلجي ويعقوب يوسف الغنيم وخالد سالم الأنصاري وسلطان السهلي وبزة الباطني وسلوى المغربي، وفي حرف الألف نطالع أحد الأمثلة:أبركها ساعة:المعنى: ارتحنا منه وبئس المصير!مثال سياقي: أبركها ساعة يوم انقلوه إدارة ثانية عشان ما نشوفه.الترجمة: Glad it is over ! I shall send you a sympathy cardوفي حرف الحاء نورد أيضا هذا المثال:حاط دوبَه دُوبي:المعنى: جعلني محط اهتمامه في الشجار والمجادلة.مثال سياقي: أخوي ما أدري شفيه حاط دوبه دوبي.الترجمة: he picks on meقد تكون تلك التعابير صعبة النطق لغير الناطقين بالعربية، لكن إيراد المعنى باللغة الإنكليزية سيكون وسيلة جيدة لفهم المعنى، وهذا ما نفتقد وجوده ككتاب يمكن الرجوع إليه.القيمة المضافة
وأورد بن ناصر 81 مرجعا ذات صلة بتاريخ التدوين المعجمي الكويتي، متضمنا العنوان والمؤلف وسنة النشر، بحيث يمكن للباحث الإلمام بالكتب التي صدرت في هذا المجال، وهو عمل من أعمال الببليوغرافيا.وأورد الكلمات والعبارات الدارجة والرد عليها، أي عندما تسمع من أحدهم وباللهجة الكويتية عبارة "مثلك وشرواك" إن لم تكن كويتيا تحتار بماذا ترد؟ ولذلك أوجد العبارة المناسبة وهي "شرواك الطيب"، وهذا مثل من أكثر من مئة عبارة والرد عليها، كمن يقول "عندي طلب" فالرد يكون "تامر وتدلل". وأتبع بالملحق قائمة بالأخطاء والكلمات الدخيلة على اللهجة الكويتية، ووضعها تحت مسمى "ذم اللحن في اللهجة"، مثل "شكو ماكو؟"، والصواب "شالدنيا فيك؟"، و"شلونك شخبارك؟"، ومثل آخر كأن يقال "يزلغ واير"، والصواب "يربط عصاص"، وأحصى بذلك 33 كلمة أو عبارة خاطئة وإلى جانبها التعبير الصائب أو الصح.واستعان بـ146 مصدرا ومرجعا لإعداد مادة البحث، وله نشاط واسع في دنيا الأبحاث والاهتمامات بالتعابير الاصطلاحية وطرائق ترجمتها وتوثيقها في المعاجم، وقام بمراجعة مداخل معجمية، وهو صاحب مؤلف "معجم التهذيب اللفظي" إنكليزي – إنكليزي – عربي، وعضو مؤسس في جمعية المترجمين الكويتية.