أدلة جديدة على أنشطة ذريّة غير معلنة في إيران
جو بايدن يتسلم توصيات حول ملف طهران... وظريف يبرر له المماطلة بالعودة لاتفاق 2015
بعد أيام على إعلان وزير الخارجية الأميركي الجديد أنتوني بلينكن أن طهران باتت على بُعد أسابيع قليلة فقط من امتلاك مواد لإنتاج قنبلة نووية، ذكر ثلاثة دبلوماسيين أن مفتشي الأمم المتحدة عثروا على أدلة جديدة على أنشطة نووية غير معلنة في إيران، الأمر الذي يثير تساؤلات بشأن الطموح النووي لطهران.ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن الدبلوماسيين إن العينات المأخوذة من موقعين خلال عمليات التفتيش التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في الخريف الماضي، احتوت على آثار لمواد مشعّة. ويمكن أن يشير مكان العثور على هذه الأدلة إلى أن إيران نفذت أنشطة تتعلق بالأسلحة النووية. وفي العام الماضي، منعت إيران مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من فحص مواقع بعينها لمدة 7 أشهر.
ووفقا للصحيفة الأميركية، فقد تم العثور على هذه المواد المشعة في المواقع التي منعت إيران مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من فحصها.
توصيات بايدن
جاء ذلك بينما عقد مجلس الأمن القومي الأميركي، مساء أمس الأول، اجتماعاً في البيت الأبيض، تم خلاله رفع توصيات من قبل الإدارات المعنيّة للرئيس جو بايدن حول كيفية التعاطي مع إيران بهدف تقييد طموحاتها الذرية وأنشطتها في المنطقة وتسلحها الباليستي، بينما راوحت أزمة ما بات يُعرف بـ "الخطوة الأولى" التي تطالب بها واشنطن وطهران من أجل إحياء الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه في عام 2015 مكانها. وترأس الاجتماع الذي لم يقتصر على الملف الايراني، بل تعداه الى قضايا الشرق الأوسط، مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وشارك فيه وزيرا الدفاع والخارجية والمبعوث الجديد لإيران روبرت مالي.ورغم أن المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قالت إن الاجتماع لن يصدر أي قرارات، فإنها أشارت الى أن الفريق سيرفع توصيات لبايدن. وقالت ساكي رداً على سؤال حول ما إذا كانت الإدارة الجديدة لديها إطار زمني محدد للتفاوض مع الجمهورية الإسلامية: "يعتمد الأمر على إيران؛ إذا عادت إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، فسيكون للولايات المتحدة رد مماثل، وستعمل على التوصل إلى اتفاق أطول وأقوى يعالج المخاوف الأخرى".وأضافت ساكي أن "اتخاذ أي إجراء في هذا الصدد من قبل واشنطن سيكون بالشراكة مع الدول الأعضاء في الاتفاق النووي، وبالتشاور مع الكونغرس".«الرباعي» الغربي
في موازاة ذلك، اجتمع الوزير بلينكن بوزراء خارجية "الترويكا" الأوروبية، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، لمناقشة كيفية الخروج بنهج موحد لمعالجة المخاوف المشتركة بشأن إيران وكيفية إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الاجتماع بأنه "مهم ومعمق بشأن معالجة التحديات النووية والأمنية لإيران".وتمثّل تلك المحادثات الرفيعة المستوى أحدث خطوات إدارة بايدن الجديدة لاستكشاف كيفية إحياء الاتفاق النووي الذي وقّعته إيران مع الدول الكبرى عام 2015.ظريف
من ناحيته، كرر وزير الخارجية الإيراني إصرار بلاده على ضرورة عودة واشنطن أولا إلى الاتفاق النووي، لكنّه برر "مماطلة" إدارة بايدن بالعودة إلى الاتفاق للظروف الداخلية الصعبة التي تعيشها أميركا بعد ترامب.ورأى ظريف أن مواصلة الحرب الاقتصادية على إيران ستشوّه صورة الإدارة الأميركية الجديدة، وشدد على أن الانتخابات الإيرانية المقررة في يونيو لن تغيّر أي اتفاق قد يتم التوصل اليه مع بايدن. وقال في هذا السياق: "الاتفاق النووي قرار كل المنظومة الحاكمة في البلاد، ولا أعتقد أن الحكومة المقبلة ستعارضه. الاتفاق نجح في إنهاء الإجماع الأمني في العالم ضد إيران، وأنهى عقوبات مجلس الأمن، وحقق اعترافاً دولياً بحقوقنا النووية".رغم ذلك، لفت ظريف إلى أن الدخول في مفاوضات جديدة مع بايدن يحتاج إلى إجماع داخلي، في إشارة منه إلى حاجة إلى موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي ومعسكر التيار المتشدد.تطمين حليف
في السياق، يزور رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، اليوم، موسكو، حاملاً معه رسالة من المرشد الإيراني إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وستتناول الزيارة تطورات الاتفاق النووي والعلاقات الاقتصادية بين البلدين وبيع النفط الإيراني المحظور أميركياً، إضافة إلى طمأنة الحليف الروسي مع احتمال عودة المفاوضات بين طهران والإدارة الأميركية الجديدة.وعن فحوى رسالة خامنئي إلى بوتين، أكد متحدث باسم البرلمان، أن "روسيا من حماتنا على الساحة الدولية، وهذه الزيارة ترنو إلى توطيد العلاقات".إلى ذلك، افتتحت وزارة الدفاع الإيرانية خط إنتاج جديدا لصواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف، بحضور قائد الأركان ووزير الدفاع.